فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 112

[91] صفة الملائكة فى باب العبادة ورفع الدرجة، وكان جنيا واحدا مغمورا بالعبادة فيما بينهم، صح استثناؤه منهم تغليبا.

(وأما هاروت وماروت فالأصح أنهما ملكان، لم يصدر عنهما كفر ولا كبيرة، وتعذييهما انما هو على وجه المعاتبة، كما يعاتب الأنبياء على الزلة والسهو، وكانا يعظان الناس، ويعلمان السحر [1] ، ويقولان: «إِنّما نحْنُ فِتْنةٌ فلا تكْفُرْ» [2] ولا كفر فى تعليم السحر، بل فى اعتقاده والعمل به.

(ولله كتب انزلها على أنبيائه، وبين فيها أمره ونهيه ووعده ووعيده) وكلها كلام الله تعالى وهو واحد، وانما التعدد والتفاوت فى النظم المقروء والمسموع [3] . وبهذا الاعتبار كان الأفضل هو القرآن ثم التوراة ثم الإنجيل ثم الزبور، كما ان القرآن كلام واحد، ولا يتصور فيه تفضيل. ثم باعتبار الكتابة والقراءة يجوز ان يكون بعض السور أفضل. كما ورد فى الحديث. وحقيقة التفضيل: أن قراءته أفضل، لما أنه أنفع، أو ذكر الله تعالى فيه أكثر، ثم الكتب قد نسخت بالقرآن تلاوتها وكتابتها وبعض أحكامها.

(والمعراج لرسول الله عليه الصلاة والسلام فى اليقظة بشخصه الى السماء، ثم الى ما شاء الله تعالى من العلى: حق) أى ثابت بالخبر المشهور، حتى أن منكره يكون مبتدعا، وانكاره وادعاء استحالته انما يبتنى على أصول الفلاسفة. والا فالخرق والالتئام على السموات جائز، والأجسام كلها متماثلة يصح على كل، ما يصح على الآخر. والله تعالى قادر على الممكنات كلها. فقوله:

(فى اليقظة) : اشارة الى الرد على من زعم أن المعراج كان فى المنام، على ما روى عن «معاوية» أنه سئل عن المعراج. فقال: «كانت رؤيا صالحة» وروى عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «ما فقد جسد محمد عليه السلام ليلة المعراج» وقد قال تعالى: «وما جعلْنا الرُّؤْيا الّتِي أريْناك إِلّا فِتْنةً لِلنّاسِ» [4] .

(1) ويعلمان السحر: سقط خ.

(2) البقرة 102

(3) ولم لا يكون التعدد والتفاوت أيضا فى الدم؟؟؟ والحدوث؟

(4) الاسراء 60

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام