فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 112

[48] الاضافات والاعتبارات العقلية، مثل كون الصانع تعالى وتقدس قبل كل شيء ومعه وبعده. ومذكورا [1] بألسنتنا. ومعبودا لنا، ويميتنا ويحيينا. ونحو ذلك. والحاصل فى الأزل: هو مبدأ التخليق والترزيق والاماتة والاحياء. وغير ذلك. ولا دليل على كونه أى التكوين صفة أخرى، سوى القدرة والإرادة. فان القدرة وان كانت نسبتها الى وجود المكون [2] وعدمه على السواء، لكن مع انضمام الإرادة يتخصص أحد الجانبين. ولما استدل القائلون بحدوث التكوين بأنه لا يتصور بدون [3] المكون، كالضرب بدون المضروب.

فلو كان قديما لزم قدم المكونات. وهو محال، أشار الى الجواب بقوله: (وهو) أى التكوين (تكوينه تعالى للعالم ولكل جزء من أجزائه لا فى الأزل، بل لوقت وجوده على حسب علمه وارادته) فالتكوين باق أزلا وأبدا، والمكون حادث بحدوث التعلق، كما فى العلم والقدرة، وغيرهما من الصفات القديمة، التى لا يلزم من قدمها، قدم متعلقاتها [4] ، لكون تعلقاتها حادثة. وهذا تحقيق [5] ما يقال ان وجود العالم ان لم يتعلق بذات الله تعالى أو صفة من صفاته، لزم تعطيل الصانع واستغناء تحقق [6] الحوادث عن الموجد وهو محال. وان تعلق فاما أن يستلزم ذلك قدم ما يتعلق وجوده به فيلزم قدم العالم. وهو باطل، أولا، فليكن التكوين أيضا قديما، مع حدوث المكون المتعلق به.

وما يقال من أن القول [7] بتعلق وجود المكون بالتكوين، قول بحدوثه اذ القديم ما لا يتعلق وجوده بالغير، والحادث ما يتعلق وجوده به. ففيه نظر، لأن هذا معنى القديم والحادث بالذات، على ما يقول به الفلاسفة. وأما عند المتكلمين، فالحادث ما يكون [8] لوجوده بداية، أى يكون مسبوقا بالعدم، والقديم بخلافه. ومجرد تعلق وجوده بالغير، لا يستلزم الحدوث بهذا المعنى، لجواز أن يكون محتاجا الى الغير صادرا عنه، دائما بدوامه. كما ذهب إليه الفلاسفة فيما ادعوا قدمه من الممكنات، كالهيولى مثلا.

(1) وهو مذكور: خ.

(2) الممكن: خ المكون: ط.

(3) بكون: خ.

(4) تعلقاتها: ط.

(5) لا: خ.

(6) تحقق: ط.

(7) الكون: خ.

(8) يكون: ط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام