[46] مجازا فى النظم المؤلف، لصح نفيه عنه بأن يقال: ليس النظم المنزل [1] المعجز المفصل الى السور والآيات كلام الله تعالى.
والاجماع على خلافه. وأيضا: المعجز المتحدى به هو كلام الله تعالى حقيقة، مع القطع بأن ذلك كما يتصور فى النظم المؤلف المفصل الى السور اذ لا معنى لمعارضة الصفة القديمة.
قلنا: التحقيق: أن كلام الله تعالى اسم مشترك بين الكلام النفسى القديم. ومعنى الاضافة: كونه صفة الله تعالى وبين اللفظى الحادث المؤلف من السور والآيات. ومعنى الاضافة: أنه مخلوق لله تعالى، ليس من تأليفات المخلوقين. فلا يصح النفى أصلا، ولا يكون الاعجاز والتحدى الا فى كلام [2] الله تعالى. وما وقع فى عبارة بعض المشايخ من انه مجاز، فليس معناه أنه غير موضوع للنظم المؤلف، بل معناه [3] أن الكلام فى التحقيق وبالذات اسم للمعنى القائم بالنفس، وتسميه اللفظ به ووضعه لذلك، انما هو باعتبار دلالته على المعنى، فلا نزاع لهم فى الوضع والتسمية.
وذهب بعض المحققين: الى أن المعنى فى قول مشايخنا كلام الله تعالى معنى قديم، ليس فى مقابلة اللفظ، حتى يراد به [4] مدلول اللفظ ومفهومه، بل فى مقابلة العين. والمراد به: ما لا يقوم بذاته كسائر الصفات. ومرادهم: ان القرآن اسم للفظ، والمعنى شامل لهما. وهو قديم، ولا كما زعمت الحنابلة من قدم اللفظ [5] المؤلف المرتب الأجزاء، فانه بديهى الاستحالة، للقطع بأنه لا يمكن التلفظ بالسين من بسم الله، الا بعد التلفظ بالباء، بل بمعنى أن اللفظ القائم بالنفس، ليس مرتب الأجزاء فى نفسه، كالقائم بنفس الحافظ، من غير ترتب الأجزاء وتقدم البعض [6] على البعض والترتب انما يحصل فى التلفظ والقراءة، لعدم مساعدة الآلة.
وهذا معنى قولهم: المقروء قديم، والقراءة حادثة. وأما القائم بذات الله تعالى، فلا ترتب فيه، حتى أن من سمع كلامه تعالى،
(1) المنزل: ط.
(2) آيات: خ.
(3) معناه: ط.
(4) به: ط.
(5) النظم: ط.
(6) بعضها: خ.