[5] وقد ولد فى قرية «تفتازان» وهى مدينة من مدن «خراسان» ورحل فى طلب العلم الى أكثر من مدينة، وتعلم على أيدى معلمين أفاضل وألف كتبا كثيرة منها:
1 مقاصد الطالبين فى علم أصول الدين.
ومن مناقبه هذه المنقبة:
يقول ابن العماد الحنبلى فى «شذرات الذهب» والقول على ذمّته كان سعد الدين فى ابتداء طلبه بعيد الفهم جدا ولم يكن فى جماعة «العضد» [7] أبلد منه، ومع ذلك كان كثير الاجتهاد، ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب، وكان «العضد» يضرب به المثل بين جماعته فى البلادة. فاتفق أن أتاه الى خلوته رجل لا يعرفه، فقال له: قم يا سعد الدين لنذهب الى السير.
فقال: ما للسير خلقت. أنا لا أفهم شيئا مع المطالعة، فكيف:
اذا ذهبت الى السير ولم أطالع؟
فذهب وعاد وقال له: قم بنا الى السير فأجابه بالجواب الأول ولم يذهب معه فذهب الرجل وعاد وقال له مثل ما قال أولا. فقال:
ما رأيت أبلد منك ألم أقل لك: ما للسير خلقت؟
فقال له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقام منزعجا ولم ينتعل، بل خرج حافيا حتى وصل الى مكان خارج البلد به شجيرات فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فى نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات، فتبسم له وقال: نرسل أليك المرة، بعد المرة ولم تأت، فقال: يا رسول الله ما علمت أنك المرسل، وأنت أعلم بما اعتذرت به من سوء فهمى، وقلة حفظى، وأشكو أليك ذلك.
(7) هو الامام عضد الدين الإيجي.