فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 112

[33] أى ذى حد ونهاية (ولا معدود) أى ذى عدد وكثرة، يعنى ليس محلا للكميات المتصلة. كالمقادير، ولا المنفصلة. كالأعداد. وهو ظاهر (ولا متبعض ولا متجزئ) أى ذى أبعاض وأجزاء (ولا متركب) منها، لما فى كل ذلك من الاحتياج المنافى للوجوب:

فما له أجزاء يسمى باعتبار تألفه منها متركبا أو باعتبار انحلاله إليها متبعضا ومتجزئا (ولا متناه) لأن ذلك من صفات المقادير والأعداد (ولا يوصف بالمائية [1] ) أى المجانسة للأشياء، لأن معنى قولنا: ما هو؟ من أى جنس هو؟ والمجانسة توجب التمايز عن المجانسات بفصول مقومة، فيلزم التركيب (ولا بالكيفية) أي من اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وغير ذلك مما هو من صفات الأجسام وتوابع المزاج والتركيب (ولا يتمكن فى مكان) لأن التمكن عبارة عن نفوذ بعد، فى بعد آخر متحقق أو متوهم، يسمونه المكان. والبعد عبارة عن امتداد قائم بالجسم، أو بنفسه عند القائلين بوجود الخلاء والله تعالى منزه عن الامتداد والمقدار، لاستلزامه التجزي.

فان قيل: الجوهر الفرد متحيز، ولا بعد فيه. والا لكان متحيزا [2] . قلنا: المتمكن أخص من المتحيز، لأن الحيز هو الفراغ المتوهم الّذي يشغله شيء ممتد، أو غير ممتد. فما ذكر دليل على عدم التمكن فى المكان.

وأما الدليل على عدم التحيز فهو انه لو تحيز، فاما فى الأزل فيكون متجزئا. واذا لم يكن فى مكان لم يكن فى جهة لا علو يساوى الحيز أو ينقص عنه. فيكون متناهيا أو يزيد عليه.

فيكون متجزئا. واذا لم يكن فى مكان لم يكن فى جهة لا علو ولا سفل ولا غيرهما، لأنهما اما حدود وأطراف للأمكنة: أو نفس الأمكنة باعتبار عروض الاضافة الى شيء.

(ولا يجرى عليه زمان) لأن الزمان عندنا عبارة عن متجدد،

(1) بالمائية: ط.

(2) متجزئا: ط متحيزا: خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام