فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 112

[20] فى المتواتر عن الرسول هو العلم بكونه خبر الرسول عليه الصلاة والسلام لأن هذا المعنى هو الّذي تواتر الاخبار به.

وفى المسموع من فى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ادراك الألفاظ، وكونها كلام رسول الله [1] عليه الصلاة والسلام.

والاستدلالى: هو العلم بمضمونه وثبوت مدلوله. مثلا:

قوله عليه الصلاة والسلام «البينة على المدعى، واليمين على من أنكر علم بالتواتر: أنه خبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ضرورى. ثم، علم منه: أنه يجب أن يكون البينة على المدعى.

وهو استدلالى.

فان قيل: الخبر الصادق المفيد للعلم، لا ينحصر فى النوعين، بل قد يكون خبر الله تعالى، أو خبر الملك أو خبر أهل الاجماع، أو الخبر المقرون بما يرفع احتمال الكذب. كالخبر بقدوم «زيد» عند تسارع قومه الى داره. قلنا: المراد بالخبر [2] خبر يكون سبب العلم لعامة الخلق، بمجرد كونه خبرا، مع قطع النظر عن القرائن المفيدة لليقين بدلالة العقل. فخبر الله تعالى أو خبر الملك، انما يكون مفيدا للعلم بالنسبة الى عامة الخلق، اذا وصل إليهم من جهة الرسول عليه السلام، فحكمه حكم خبر الرسول. وخبر أهل الاجماع فى حكم المتواتر. وقد يجاب بأنه لا يفيد بمجرده، بل فى النظر فى الأدلة [3] الدالة على كون الاجماع حجة. قلنا: وكذلك خبر الرسول، لهذا جعل استدلاليا.

(وأما العقل) وهو قوة للنفس، بها تستعد للعلوم والادراكات.

وهو المعنى بقولهم: غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات. وقيل: جوهر يدرك به الغائبات بالوسائط، والمحسوسات بالمشاهدات (فهو سبب العلم أيضا) صرح بذلك لما فيه من خلاف الملاحدة والسمنية، فى جميع النظريات، وبعض الفلاسفة فى الالهيات بناء على كثرة الاختلاف وتناقض الآراء. والجواب:

ان ذلك لفساد النظر فلا ينافى كون النظر الصحيح من العقل،

(1) صلى الله عليه وسلم: خ.

(2) بالخبر: سقط خ.

(3) الادلة على: ط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام