فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 112

[17] الهواء المتكيف بكيفية ذى الرائحة الى الخيشوم (والذوق) وهى قوة منبثة فى العصب المفروش على جرم اللسان، يدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبة اللعابية التى فى الفم بالمطعوم، ووصولها الى العصب (واللمس) وهى قوة منبثة فى جميع البدن، يدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. ونحو ذلك عند التماس والاتصال به (وبكل حاسة منها) أى الحواس الخمس (يوقف) أى يطلع (على ما وضعت هى) أى تلك الحاسة (له) يعنى: أن الله سبحانه وتعالى قد خلق كلا من تلك الحواس لادراك أشياء مخصوصة، كالسمع للأصوات، والذوق للمطعوم والشم للروائح، لا يدرك بها ما يدرك بالحاسة الأخرى. وأما أنه هل يجوز [1] ذلك أو يمتنع ذلك؟

ففيه خلاف. والحق الجواز: كما أن ذلك بمحض خلق الله تعالى، من غير تأثير للحواس، غلا يمتنع أن يخلق الله [2] عقيب صرف الباصرة ادراك الأصوات مثلا.

فان قيل: أليست الذائقة تدرك بها حلاوة الشيء وحرارته معا؟ قلنا: لا. بل الحلاوة تدرك بالذوق، والحرارة باللمس الموجود فى الفم واللسان.

(والخبر الصادق) أى المطابق للواقع. فان الخبر كلام، يكون لنسبته خارج، تطابقه تلك النسبة، فيكون صادقا، أو لا تطابقه فيكون كاذبا. فالصدق والكذب على هذا، من أوصاف الخبر، وقد يقالان بمعنى الاخبار عن الشيء على ما هو به، أولا على ما هو به.

أى الاعلام بنسبة تامة تطابق الواقع أو لا تطابقه. فيكونان من صفات المخبر، فمن هاهنا يقع فى بعض الكتب الخبر الصادق بالوصف، وفى بعضها خبر الصادق بالإضافة.

(على نوعين: أحدهما: الخبر المتواتر) سمى بذلك لما أنه لا يقع دفعة بل على التعاقب والتوالى (وهو الخبر الثابت على ألسنة قوم، لا يتصور تواطؤهم) أى لا يجوز العقل توافقهم (على الكذب) ومصداقه: وقوع العلم من غير شبهة (وهو)

(1) يجوز ذاك: خ.

(2) الله: ط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام