فهرس الكتاب
الصفحة 111 من 112

[114] الأول: ان الملائكة أرواح مجردة كاملة بالفعل. مبرءات عن مبادي الشرور والآفات، كالشهوة والغضب، وعن ظلمات الهيولى.

والصورة قوية على الأفعال العجيبة، عالمة بالكوائن ماضيها وآتيها، من غير غلط.

والجواب: ان مبنى ذلك على أصول الفلاسفة دون (الأصول) [1] الاسلامية.

الثانى: ان الأنبياء مع كونهم أفضل البشر، يتعلمون ويستفيدون منهم بدليل: قوله تعالى: «علّمهُ شدِيدُ الْقُوى» [2] وقوله تعالى: «نزل بِهِ الرُّوحُ الْأمِينُ» [3] ولا شك أن المعلم أفضل من المتعلم.

والجواب: ان التعلم من الله، والملائكة انما هم المبلغون.

الثالث: انه قد اطرد فى الكتاب والسنة تقديم ذكرهم، على ذكر الأنبياء. وما ذلك الا لتقدمهم فى الشرف والرتبة.

والجواب: ان ذلك لتقدمهم فى الوجود، أو لأن وجودهم أخفى. فالايمان بهم أقوى، وبالتقديم أولى.

الرابع: قوله تعالى: «لنْ يسْتنْكِف الْمسِيحُ أنْ يكُون عبْداً لِلّهِ، ولا الْملائِكةُ الْمُقرّبُون» [4] غان أهل اللسان يفهمون من ذلك أفضلية الملائكة من عيسى عليه السلام اذ القياس فى مثله: الترقى من الأدنى الى الأعلى. يقال: لا يستنكف من هذا الأمر الوزير ولا السلطان، ولا يقال: السلطان ولا الوزير. ثم [5] لا قائل بالفضل بين عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء.

(1) النجم 5

(2) الأصول: زيادة.

(3) الشعراء 192

(4) النساء 172

(5) ثم قائل: خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام