[115] والجواب: ان النصارى استعظموا المسيح، بحيث يرتفع من أن يكون عبدا من عباد الله، بل ينبغى أن يكون ابنا [1] له سبحانه لأنه مجرد لا أب له. وكان قادرا على [2] ابراء «الْأكْمه والْأبْرص وأُحْيِ الْموْتى» بخلاف سائر عباد الله، من بنى آدم، فرد عليهم بأنه لا يستنكف من ذلك المسيح، ولا من هو أعلى منه فى هذا المعنى، وهم الملائكة الذين لا أب لهم ولا أم. ويقدرون باذن الله تعالى على أفعال أقوى وأعجب من ابراء الأكمه والأبرص واحياء الموتى.
فالترقى والعلو، انما هو فى أمر التجرد واظهار الآثار القوية، لا فى مطلق الشرف والكمال. فلا دلالة على أفضلية الملائكة.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب [3] .
(تم الكتاب) وكان الفراغ من تحقيقه فى يوم السبت، السابع من ذى الحجة سنة ألف وأربعمائة وسبعة. الموافق أول أغسطس سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثمانين فى مدينة القاهرة.
(1) النصارى الكاثوليك يقولون: ان عيسى ابن لله بالطبيعة. والأرثوذكس يقولون: ان عيسى هو الله نفسه. وهو ابن لانه نزل من العذراء متجسدا مثل ابن يولد من امرأة. وقولهم باطل. فان الله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وفى التوراة الى يقدسونها: «اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد» وتث 6: 9).
(2) لانه مجرد لا أب له، وقال تعالى: ويبرئ الخ: ط.
(3) أخر مخطوطة (خ) : تحررت هذه النسخة المباركة فى يوم الثلاثاء ثانى عشر من شوال سنة احدى وسبعين وتسعمائة.