فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 112

[113] وأما تفضيل رسل البشر على رسل الملائكة وعامة البشر على عامة الملائكة فلوجوه:

الأول: ان الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام على وجه التعظيم والتكريم (بدليل قوله تعالى) [1] حكاية: «أرأيْتك هذا الّذِي كرّمْت عليّ» [2] و «أنا خيْرٌ مِنْهُ. خلقْتنِي مِنْ نارٍ وخلقْتهُ مِنْ طِينٍ» [3] ومقتضى الحكمة: الأمر للأدنى بالسجود للأعلى، دون العكس.

الثانى: ان كل واحد من أهل اللسان يفهم من قوله تعالى:

«وعلّم آدم الْأسْماء كُلّها» [4] الآية: ان القصد منه الى تفضيل آدم على الملائكة، وبيان زيادة علمه واستحقاقه التعظيم والتكريم.

الثالث: قوله تعالى: «إِنّ الله اصْطفى آدم ونُوحاً وآل إِبْراهِيم وآل عِمْران على الْعالمِين» [5] والملائكة من جملة العالم. وقد خص من ذلك بالاجماع [6] تفضيل عامة البشر على رسل الملائكة، فبقى معمولا به فيما عدا ذلك. ولا خفاء فى أن هذه المسألة ظنية، يكتفى فيها بالأدلة الظنية.

الرابع: ان الانسان يحصل الفضائل والكمالات العلمية والعملية، مع وجود العوائق والعلائق [7] والموانع، من الشهوة والغضب وسنوح الحاجات الضرورية الشاغلة عن اكتساب الكمالات.

ولا شك أن العبادة وكسب الكمالات مع الشواغل والصوارف، أشق وأدخل فى الاخلاص، فيكون أفضل.

وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة، الى تفضيل الملائكة: وتمسكوا بوجوه:

(1) سقط خ

(2) الاسراء 62.

(3) الاعراف 12

(4) البقرة 31.

(5) آل عمران 33

(6) بالاجماع عدم تفضيل: ط.

(7) والعلائق: خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام