قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} .
قال ابن عباس - رضي الله عنه: ( {شرعة ومنهاجاً} سبيلاً وسنة) .
س 4) هل قص الله جميع الرسل في القرآن؟
قد قص الله من أنبيائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة، وقد قال تعالى: {ورسلاً قد قصصناهم عليك ورسلاً لم نقصصهم عليك} .
فنؤمن بجميعهم تفصيلاً فيما فصل، وإجمالاً فيما أجمل.
س 5) من هم أولوا العزم من الرسل؟
هم خمسة ذكرهم الله في موضعين من القرآن:
(أ) ـ في سورة الشورى، وهو قوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} .
(ب) ـ في سورة الأحزاب، قال تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم} .
س 6) من أول الرسل وآخرهم؟
أولهم نوح - عليه السلام -.
قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} .
وقال تعالى: {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} .
وآخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي)
... رواه الترمذي
أراد شيخ الإسلام بهذا أن يبين أن التوحيد لا يتم إلا بعبادة الله وحده لا شريك له واجتناب الطاغوت
والطاغوت: مشتق من الطغيان , وهو مجاوزة الحد، وقد فسره السلف ببعض أفراده.
قال عمر بن الخطاب: (الطاغوت الشيطان) .
وقال مالك: (الطاغوت كل ما عبد من دون الله) .
وأجمع تعريف ما قاله ابن القيم وهو: (ما تجاوز العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع) .
فالمتبوع: مثل الكهان والسحرة وعلماء السوء.
والمعبود: مثل الأصنام.
والمطاع: مثل الأمراء الخارجين عن طاعة الله.
# لا يتم التوحيد إلا بتوحيد الله والكفر بما سوى الله.
قال الشيخ السعدي:(وحقيقة تفسير التوحيد: العلم والاعتراف بتفرد الرب بجميع صفات الكمال وإخلاص العبادة له وذلك يرجع إلى أمرين:
1)نفي الألوهية كلها عن غير الله.
2)إثبات الألوهية لله تعالى وحده لا شريك له.
قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} .
{فمن يكفر بالطاغوت} يعني: يتبرأ منه، ويعتقد بطلانه.
{ويؤمن بالله} يعني: يصدق أن الله معبوده وإلهه الحق.
{فقد استمسك} يعني: استعصم.
{بالعروة الوثقى} وهي: (لا إله إلا الله) كلمة التوحيد، يعني: فقد استمسك بالعروة التي لا انقطاع لها.
قال تعالى: {قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مئاب} .
وهذه الآية هي معنى (لا إله إلا الله) ، فدلت الآية على أنه لا بد في الإسلام من النفي والإثبات، فيثبت العبادة لله وحده، وينفي عبادة ما سواه.