2)ـ الاستغاثة والاستعانة بالأموات، والاستغاثة بالأحياء والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء المرضى وتفريج الكربات، ودفع الضر، فهذا النوع غير جائز وهو شرك أكبر.
# أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستعيذ بفالق الإصباح من شر جميع المخلوقات ومن شر الغاسق والحاسد.
والفلق: الصبح.
وقيل: سبب تخصيص المستعيذ به: أن القادر على إزالة هذه الظلمة عن العالم هو القادر على أن يدفع عن المستعيذ ما يخافه ويخشاه.
# أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستعيذ من الوسواس الخناس، يعني: الشيطان الجاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وإذا عقل وسوس.
والأمر بالاستعاذة به تعالى كثير في الكتاب والسنة، ففي الكتاب:
قال تعالى: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} .
قال تعالى: {معاذ الله أن أكون من الجاهلين} .
قال تعالى: {وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} .
ومن السنة:
قوله - صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) .
تدل على أن الاستعاذة بالله عبادة من أجل العبادات فصرفها لغير الله شرك أكبر.
م / (والذبح، والدليل: {قل إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} ومن السنة:"لعن الله من ذبح لغير الله")
الذبح: إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص.
يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره {إن صلاتي ونسكي} أي: ذبحي {ومحياي} أي: ما أحيا عليه من العمل الصالح {ومماتي} أي: ما أموت عليه {لله رب العالمين} لا شريك له في شيء من ذلك ولا في غيره من أنواع العبادات، وهذا دليل على أن الذبح عبادة.
ومن السنة: (لعن الله من ذبح لغير الله) .
فدل الحديث على أن الذبح عبادة، لأن الله لعن من صرفه لغيره، والعبادة كلها مختصة بالله، فإذا صرفها أحد لغير الله بأن ذبح للأصنام، أو للقبور المعبودة من دون الله إلتماساً لشفاعة أربابها أو للنيران أو للزهرة أو نحو ذلك فهو مشرك.
والذبح يقع على وجوه:
1 ـ أن يقع عبادة، بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له، فهذا لا يكون إلا لله، وصرفه لغير الله شرك أكبر.
2 ـ أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس، فهذا مأمور به إما وجوباً أو استحباباً.
3 ـ أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به، فهذا من قسم المباح.
عن طارق بن شهاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب) ، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال:(مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد
حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب، فقال: ليس عندي شيء أقرب، قالوا له: قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة). رواه أحمد في الزهد عن سلمان الفارسي موقوفا بسند صحيح.
م / (والنذر، والدليل: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً} )
النذر لغة: الإيجاب.
وشرعاً: إيجاب المكلف على نفسه ما ليس واجباً عليه شرعاً.
والنذر عبادة، لقوله تعالى: {يوفون بالنذر} فأثنى الله عليهم لإيفائهم بالنذر، وهذا يدل على أن الله يحب ذلك وكل محبوبة لله من الأعمال فهو عبادة، فمن الشرك أن تنذر لغير الله، مثل: أن يقول لفلان علي نذر، أو لهذا القبر علي نذر، أو لجبريل علي نذر.