فهرس الكتاب
الصفحة 31 من 46

وشرعاً: الإمساك بنية عن الأكل والشرب وغيرهما من المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

والدليل على وجوبه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} .

يقول الله تعالى مخاطباً للمؤمنين من هذه الأمة، وآمراً لهم بالصيام، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع، بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة، وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم، فلهم فيهم أسوة.

وقوله {لعلكم تتقون} لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الصحيحين: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) .

وفي قوله: {كما كتب على الذين من قبلكم} فوائد:

· أهمية الصيام، حيث فرضه الله عز وجل على الأمم من قبلنا، وهذا يدل على محبة الله عز وجل له، وأنه لازم لكل أمة.

· التخفيف على هذه الأمة، حيث أنها لم تكلف وحدها بالصيام الذي قد يكون فيه مشقة على النفوس والأبدان.

· الإشارة إلى أن الله تعالى أكمل لهذه الأمة دينها، حيث أكمل لها الفضائل التي سبقت لغيرها.

م /(ودليل الحج قوله تعالى:{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}).

الحج لغة: القصد.

وشرعاً: قصد مكة لعمل مخصوص في زمن مخصوص.

ودليل الحج وأنه أحد الأركان الخمسة قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} أي ولله فرض واجب على الناس {حج البيت} قصده لأداء النسك على المستطيع من الناس.

والاستطاعة: القدرة بنفسه على الذهاب، ووجود الزاد والراحلة بعد قضاء الواجبات عليه.

وهذه الآية نزلت في السنة التاسعة من الهجرة , وبها كانت فريضة الحج عند جمهور أهل العلم.

قال ابن كثير في تفسيره: (وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الإسلام الخمسة ودعائمه وقواعده , وأجمع السلمون على ذلك إجماعاً ضرورياً , وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع) .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا"فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:"لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم"ثم قال:"ذروني ما تركتم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم , فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".

وفي قوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} دليل على أن ترك الحج ممن استطاع إليه سبيلاً يكون كفر لا يخرج عن الملة على قول جمهور العلماء؛ لقول عبد الله بن شقيق: (كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) . رواه الترمذي

م / (المرتبة الثانية: الإيمان , وهو بضع وسبعون شعبة؛ فأعلاها قول لا إله الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان)

(المرتبة الثانية) : أي من مراتب الدين.

الإيمان لغة: التصديق. قال تعالى: {وما أنت بمؤمن لهم} أي: بمصدق.

وشرعاً: ذهب عامة أهل السنة إلى أن الإيمان الشرعي هو اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.

قال الإمام الأصبهاني: (ولإيمان في لسان الشرع هو التصديق بالقلب والعمل بالأركان) .

وقال الإمام البغوي: (اتفقت الصحابة والتابعون ومن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان ... وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة) .

وروى الإمام الالكائي عن الإمام البخاري قوله: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحد منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل , يزيد وينقص) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام