فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 46

2)ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أ ن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً) . رواه مسلم.

3)ـ وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) . رواه مسلم.

1 ـ أن يكون على بصيرة فيما يدعو إليه.

قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} .

لأنه قد يدعو إلى شيء يظن أنه واجب وهو في الشرع غير واجب، فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظن أنه محرم، وهو في دين الله غير محرم.

مثال:

هناك من يقول: لا تستمع إلى القرآن من المسجل لأن هذا لم يكن معروفاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فيكون بدعة، وكل بدعة ضلالة.

نقول: إن قائل هذا الكلام قد دعا إلى الله، لكن على غير بصيرة، لأن هذا المسجل وسيلة لحفظ القول المسموع، والوسائل ليست كالمقاصد.

2 ـ أن يكون على بصيرة بحال المدعو:

عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ... )

... متفق عليه.

فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك لأمرين:

الأول/ أن يكون بصيراً بأحوال من يدعو.

الثاني/ أن يكون مستعداً لهم، لأنهم أهل كتاب وعندهم علم.

3 ـ الدعوة إلى الله بالرفق والحكمة والعفو.

إن الطريق الأمثل الذي سلكه الأنبياء ـ عليهم السلام ـ هو الدعوة إلى الله تعالى بالرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة.

يقول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناً} .

ويقول سبحانه وتعالى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} .

ويقول سبحانه: {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} .

ويقول سبحانه وتعالى مخاطباً موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ حينما بعثهما إلى فرعون:

{فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى} .

قال ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر أن لا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين) أ. هـ

وأما في السنة:

1 ـ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أعرابياً بال في المسجد فقاموا إليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (دعوه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه) متفق عليه.

وفي رواية قال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) .

2 ـ وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كأني أنضر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبياً من الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) رواه البخاري.

3 ـ وعن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه , ولا ينزع من شيء إلا شانه) رواه مسلم.

م /(الرابعة: الصبر على الأذى فيه).

لأن من قام بدين الإسلام ودعا الناس إليه، فقد تحمل أمراً عظيماً، وقام مقام الرسل في الدعوة إلى الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام