فهرس الكتاب
الصفحة 21 من 46

معنى كلمة الرب في أصل اللغة: مشتقة من التربية، وهي إصلاح شؤون الغير ورعاية أمره، ومنه قوله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم} ، فسمى بنت الزوجة ربيبة لتربية الزوج لها.

وتطلق كلمة الرب على المالك والمصلح.

وتطلق على المعبود، أي هو الذي يستحق أن يعبد، أو هو الذي يعبد لاستحقاقه للعبادة.

# لماذا كان الله هو الرب المعبود وحده دون سواه؟

هناك دليل نقلي ودليل عقلي.

أما الدليل النقلي:

فقوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ... }

شرح الآية:

نداء من الله لجميع الخلق، وهو أول أمر يمر بك في المصحف الكريم، يبين الله فيه وحدانية ألوهيته بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود، وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة، بأن جعل لهم الأرض فراشاً: أي مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات.

والسماء بناء وهو السقف، كما قال تعالى: {وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً} ، وأنزل لهم من السماء ماء، والمراد به: السحاب هاهنا في وقت عند احتياجهم إليه، فأخرج لهم به من أنواع الزروع والثمار مشاهد رزقاً لهم ولأنعامهم.

قال ابن كثير: (فهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره، ولهذا قال: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} أي لا تجعلوا له أنداداً، أمثالاً ونظراء بصرف شيء من أنواع العبادة وأنتم تعلمون أنها لا تماثله بوجه من الوجوه، أو كنتم تعلمون تفرده بإيجاد المخلوقات وإنزال المطر وجعل الأرض فراشاً والسماء بناءً ... ) .

ومن الأدلة على أن الرب هو المستحق للعبادة قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} .

وقال تعالى: {قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء} .

وأما الدليل العقلي:

فإن من معاني كلمة (رب) المعبود، والمعبود هو الإله، والإله هو المتصف بجميع الصفات الكاملة والقدرات الباهرة حتى لا يعجزه شيء، ولا يلحقه عيب أو نقص، وهذه المرتبة لا ينالها مخلوق على الإطلاق، لأن كل مخلوق مهما عظمت منزلته فهو عاجز وناقص لا محالة، فلزم أنه لا إله إلا الله كما لزم أنه لا معبود سوى الله، كما لزم أنه لا رب سوى الله.

لما بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الواجب علينا أن نعبد الله وحده لا شريك له بين فيما يأتي شيئاً من أنواع العبادة.

تعريف العبادة:

العبادة في اللغة بمعنى الذل والخضوع وما يشاكله من الطاعة والانقياد.

وفي الشرع عرفها العلماء بتعاريف كثيرة.

قال الشيخ ابن قاسم رحمه الله:(وأحسن وأجمع ما عرفت به هو ما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال الظاهرة والباطنة.

وهو من أشمل ما عرفت به، فكل فرد من أفراد العبادة داخل تحت هذه العبارة، فالعبادة شملت جميع أنواع الطاعات). أ. هـ

نقول: العبادات مأمور بها، ولكن أحياناً أمر إيجاب وأحياناً أمر استحباب كما هو معروف في علم أصول الفقه (أن المستحب مأمور به لكن لا على وجه الإلزام) .

ومما يدل على أن المستحب مأمور به قوله تعالى {وافعلوا الخير} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام