ومختصر زاد المعاد.
ومختصر الإنصاف.
وكشف الشبهات، وغيرها كثير.
مات رحمه الله تعالى في أواخر سنة (1206 هـ) عن إحدى وتسعين سنة قضاها في ميدان العلم والجهاد والدعوة فرحمه الله رحمة واسعة، وأجزل له الأجر والمثوبة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
م / (بسم الله الرحمن الرحيم)
ابتدأ المؤلف كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل، وتأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومراسلاته مثل: (كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل وفيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم) 0
وعملاً بحديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر) رواه الخطيب في الجامع وضعفه الألباني. وفي رواية (أقطع) ، والمعنى: أنه ناقص البركة.
(الله) هو علم على الباري جل وعلا ولا يسمى به غيره ومعناه: المألوه: أي المعبود محبة وتعظيماً.
(الرحمن) اسم من أسماء الله المختصة به، لا يطلق على غيره.
والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان إذا امتلأ غضباً.
(الرحيم) المراد به ذو الرحمة الواصلة.
وإذا جمعا ـ الرحمن الرحيم ـ صار المراد بالرحمن: الموصوف بالرحمة الواسعة، والمراد بالرحيم: الموصل رحمته من يشاء من عباده.
واقتصر المؤلف على البسملة لأنها أبلغ الثناء والذكر.
م / (اعلم رحمك الله) .
(اعلم) فعل أمر مبني على السكون، من العلم، وهو حكم الذهن الجازم المطابق للواقع: أي كن متهيئاً لما يلقى إليك من العلوم.
(اعلم) كلمة يؤتى بها عند ذكر الأشياء المهمة التي ينبغي للمتعلم أن يصغي إلى ما يلقى إليه منها.
وما قرره المؤلف هنا من أصول الدين حقيق بأن يهتم به غاية الاهتمام ويعتنى به أشد الاعتناء ويصغى إليه حقيقة الإصغاء.
(رحمك الله) دعاء لك بالرحمة، أي: غفر الله لك ما مضى، ووفقك وعصمك فيما يستقبل وإذا قرنت الرحمة بالمغفرة، فالمغفرة لما مضى، والرحمة سؤال السلامة من ضرر الذنوب وشرها في المستقبل.
وكثيراً ما يجمع رحمة الله عندما يرشد الطالب بتقرير الأصول المهمة بينها وبين الدعاء له، وهذا من حسن عنايته ونصحه وقصده الخير للمسلمين.
م / (أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل، الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة) .
أي يلزم كل فرد من أفراد المكلفين، ذكراً أو أنثى، حراً أو عبداً، وهذه المسائل التي ذكرها المؤلف تشمل الدين كله فهي جديرة بالعناية لعظم نفعها.