فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 46

قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسئل عنه، فقال: (الرياء) رواه أحمد

م /(الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب. والدليل قوله تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} .

المسألة الثالثة مما يجب علينا علمها الولاء والبراء، أي أن من أطاع الرسول فيما أمر به واجتنب ما نهي عنه ووحد الله في عبادته فإنه لا يجوز أن يوالي وأن يحب المحادون لله وهم الكفار , بل يقاطعهم , ويصادمهم ويعاديهم أشد العداوة، ولو كان من حاد الله ورسوله ابنك أو أباك أو أخاك أو عشيرتك فإن الله قطع التواصل والتوادد والتعاقل والتوارث وغير ذلك من الأحكام.

أ) ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً} وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره.

قيل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه: (إن ههنا غلاماً من أهل الحيرة حافظ كاتب فلو اتخذته كاتباً , فقال: قد اتخذت إذاً بطانة من دون المؤمنين) .

ففي هذا الأثر مع هذه الآية دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يُخشى أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب.

ب) ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أخبر الله في هذه الآية أن متوليهم هو منهم , وقال سبحانه وتعالى: {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء} فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه) . الفتاوى (7/ 18,17) .

وقال ابن القيم: (إن الله حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ) . أحكام أهل الذمة (1/ 67 ـ 69)

ج) ـ قوله تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ... } .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (أخبر الله تعالى أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين لله ورسوله، فإن نفس الإيمان ينافي موادته كما ينافي أحد الضدين الآخر، فإذا وجد الإيمان انتفى ضده وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلاً على أن قلبه فيه الإيمان الواجب) . مجموع الفتاوى (7/ 17)

د) ـ وقال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ... } .

الأدلة من السنة المطهرة:

أ) ـ عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود وأحمد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، وإذا كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم) . اقتضاء الصراط المستقيم ص 83

فتبين من ذلك أن ترك هدي الكفار والتشبه بهم في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم من المقاصد والغايات التي أسسها وجاء بها القرآن الكريم وفصلها النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لأمته.

وهذا باب واسع نذكر منه نتفاً قليلة لتكون على بصيرة وتقف على أهمية هذا الأمر وخطورته، حيث أنه لم يقتصر على العادات، بل تعداها إلى غيرها من العبادات والآداب مثل:

ـ عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: (اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رآها آذن بعضهم بعضاً فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القنع ـ يعني

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام