فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 46

وقال تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} .

إذ لو أثبتنا للعالم خالقين لكان كل خالق يريد أن يتفرد بما خلق ويستقل به كعادة الملوك، إذ لا يرضى أن يشاركه أحد.

وأما ما ورد من إثبات خالق غير الله كقوله تعالى: {فتبارك الله أحسن الخالقين} ، وكقوله - صلى الله عليه وسلم: (يقال لهم ـ أي للمصورين ـ أحيوا ما خلقتم) . متفق عليه

فهذا ليس خلقاً حقيقة، وليس إيجاداً بعد عدم، بل هو تحويل للشيء من حال إلى حال، وأيضاً ليس شاملاً بل محصور بما يتمكن الإنسان منه، ومحصور بدائرة ضيقة.

ولم ينكره أحد معلوم من بني آدم، فلم يقل أحد من المخلوقين أن للعالم خالقين متساويين.

فلم يجحد أحد توحيد الربوبية، لا على سبيل التعطيل، ولا على سبيل التشريك إلا ما حصل من فرعون فإنه أنكره على سبيل التعطيل مكابرة، فإنه عطل الله من ربوبيته وأنكر وجوده، قال تعالى: {فقال أنا ربكم الأعلى} وقال: {ما علمت لكم من إله غيري} .

وهذا مكابرة منه لأنه يعلم أن الرب غيره كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً} .

قال تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} .

وقال تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} .

وأما السُّنَّة:

قوله - صلى الله عليه وسلم - في الجنين (يبعث إليه ملك فيؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد) .

وأما الدليل العقلي على أن الله رزقنا:

فلأننا لا نعيش إلا على طعام وشراب، والطعام والشراب خلقه الله، كما قال تعالى: {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون} .

قال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو} .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

( {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً} أي أفظننتم أنكم مخلوقون عبثاً بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة منا، وقيل: للعبث، أي لتلعبوا وتعبثوا كما خلقت إليها ثم لا ثواب ولا عقاب) . أ. هـ

وقال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} .

قال السدي: لا يُبَعث.

وقال مجاهد والشافعي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني لا يؤمر ولا يُنهى.

قال ابن كثير: (والظاهر أن الآية تعم الحالين، أي ليس يترك في هذه الدنيا مهملاً لا يؤمر ولا يُنهى، ولا يترك في قبره سدى لا يبعث، بل هو مأمور ومنهي في الدنيا , محشور إلى الله في الدار الآخرة) . أ. هـ

وأما الدليل العقلي:

فلأن وجود هذه البشرية لتحيا ثم تتمتع كما تتمتع الأنعام ثم تموت إلى غير بعث ولا حساب أمر لا يليق بحكمة الله عز وجل، بل هو عبث محض ولا يمكن أن يخلق الله هذه الخليقة ويرسل إليها الرسل ويبيح لنا دماء المعارضين المخالفين للرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ثم تكون النتيجة لا شيء، هذا مستحيل على حكمة الله عز وجل.

هو محمد - صلى الله عليه وسلم - أرسله الله بالهدى ودين الحق.

قال تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} .

وقال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} .

وقال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام