{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}
ولم يقل يستكبرون عن دعائي، بل قال: {عن عبادتي} ، وهذا دليل على أن الدعاء عبادة.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (الدعاء مخ العبادة) . رواه الترمذي، وهو ضعيف.
ويغني عنه الحديث الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الدعاء هو العبادة) . رواه الترمذي وأبو داود وأحمد
وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين}
{ولا تدع} الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، والحكم له ولغيره، أو كل من يصح خطابه ويدخل فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وهذا القول هو الصحيح.
{من دون الله} أي سوى الله.
{ما لا ينفعك} ما لا يجلب لك النفع لو عبدته.
{ولا يضرك} أي لو تركت عبادته فإنه لا يضرك.
{فإن فعلت} أي إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. {فإنك إذاً من الظالمين} ونوع الظلم هنا ظلم شرك، كما قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} .
فالدعاء هو أن يضرع إلى الله يدعوه ويسأله النجاة ويسأله الرزق، وكل هذا عبادة، فإذا صرفها لصنم أو لشجر أو لحجر أو لميت صار مشركاً بالله عز وجل.
لكن دعاء الحي الحاضر القادر والاستعانة به في الشيء المقدور عليه لا بأس به، ولا يعتبر داخلاً في الشرك، فلو قلت لأخيك الحاضر: أعني على قطع هذه الشجرة، أو على حفر هذه البئر فلا بأس بذلك، كما قال سبحنه في قصة موسى: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} .
الخوف: هو الذعر، وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى.
والخوف أقسام:
قال الشيخ السعدي رحمه الله:(اعلم أن الخوف والخشية تارة يقع عبادة، وتارة يقع طبيعة وعادة بحسب أسبابه ومتعلقاته، فإن كان الخوف والخشية خوف تألّه وتعبد وتقرب بذلك الخوف إلى من يخافه وكان يدعو إلى طاعةٍ باطنةٍ وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه كان تعلقه بالله من أعظم واجبات الإيمان وتعلقه بغير الله من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، لأنه أشرك في هذه العبادة التي هي من
أعظم واجبات القلب غير الله مع الله، وذلك كمن يخشى من صاحب القبر، ويوقع به مكروهاً أو يغضب عليه فيسلبه نعمه أو نحو ذلك مما هو واقع من عباد القبور.
وإن كان الخوف طبيعياً كمن يخشى من عدو أو سبع أو حية أو نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري، فهذا النوع ليس عبادة وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الإيمان.
وأما إن كان هذا خوفاً وهمياً، كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً أو له سبب ضعيف، فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة). أ. هـ
والخوف من الله درجات:
فمن الناس من يغلو في خوفه، ومنهم من يفرط، والخوف العدل هو الذي يرد عن محارم الله.
أما آية الباب:
يقول تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} يعظمهم في صدوركم ويوهمكم أنهم ذو بأس فنهاكم أن تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم.
{وخافون} وتوكلوا علي فإني كافيكم. {إن كنتم مؤمنين} فجعله شرطاً في صحة الإيمان.
م / (والرجاء، ودليله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} )
تعريفه:
هو وصف قائم في القلب يؤدي إلى التوقع والأمل والطمع.
· ويكون الرجاء توحيد إذا تعلق أمله وطمعه بالله.