وفي الشرع: قال شيخ الإسلام: (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة) .
قوله (أن تعبد الله مخلصاً له الدين) أي الحنيفية وشريعة الخليل إبراهيم - عليه السلام -، وجميع الأنبياء هي ما قررها المصنف (أن تعبد الله مخلصاً له الدين) فهذه هي حقيقة ملة إبراهيم عبادة الله بالإخلاص.
والإخلاص: حب الله وإرادة وجهه وترك عبادة ما سواه.
فالعبادة لا تسمى عبادة وتنفع صاحبها عند الله إلا إذا كانت خالصة لله ليس فيها شرك ولا رياء ولا سمعة.
قال تعالى: {فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص}
وقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} .
وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} .
وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} .
وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .
وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} .
وفي الحديث يقول الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) . رواه مسلم عن أبي هريرة
وعند ابن ماجه ( ... فأنا منه بريء وهو للذي أشرك) .
# وعبادة الله هي أول الواجبات على العبد، وهي حق الله المقدم على سائر الحقوق.
قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} .
وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ... } .
وفي حديث معاذ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً) .
# وعبادة الله واجبة على الإنسان من حين يبلغ سن التكليف إلى أن يموت.
قال تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} .
وقال تعالى عن عيسى - عليه السلام: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً} .
# من لم يعبد الله صار عبداً للشيطان.
قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} .
# من لم يعبد الله صار عبداً لدنياه.
قال - صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الخميصة , تعس عبد الخميلة , إن أعطي رضي , وإن لم يعط لم يرض) .
وهذه العبادة: هي التي خلق لها الناس وخلق لها الثقلان , وهي توحيد الله , وفعل أوامره, واجتناب نواهيه
كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} . يعني يوحدوني.
1 ـ قوله: {خلقت} , أي أوجدت
قوله: {الجن} هم عالم غيبي مخفي عنا , ولهذا جاءت المادة من الجيم والنون وهما يدلان على الخفاء والستر.
ومنه: الجَنة , والجِنة , والجُنة.
قوله: {الإنس} , سموا بذلك لأنهم لا يعيشون بدون إيناس , فهم يأنس بعضهم ببعض ويتحرك بعضهم إلى بعض.
2 ـ أن الحكمة من خلق الجن والإنس هي عبادة الله تعالى , ولهذا أعطى الله البشر عقولاً , فأرسل إليهم رسلاً , وأنزل إليهم كتباً ولو كان الغرض من خلقهم كالغرض من خلق البهائم لضاعت الحكمة من إرسال الرسل , وإنزال الكتب , لأنه في النهاية يكون كشجرة نبتت ونمت وتحطمت.
ولهذا قال الله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد} .
فلا بد أن يردك إلى معادٍ تجازى على عملك إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وليست الحكمة من خلقهم نفع الله، ولهذا قال تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} .