والنصوص عن الأئمة كثيرة جداً في قولهم: (أن الإيمان قول وعمل) , نقل كثير منهما المصنفون في عقيدة أهل السنة من الأئمة المتقدمين كالإمام الالكائي وابن بطة وابن أبي عاصم وغيرهم.
وأجمع أهل السنة على أن الإيمان يتفاضل , وجمهورهم على أنه يزيد وينقص.
# أدلة الزيادة والنقصان:
1)قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم} .
2)قوله تعالى: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً} .
3)قوله تعالى: {ويزداد الذين آمنوا إيماناً} .
4)قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}
ومن السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - عن النساء: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ... ) . متفق عليه
ـ قوله (وهو بضع وسبعون شعبة)
البضع من الثلاثة إلى التسعة , والشعبة الطائفة من الشيء.
ـ قوله (فأعلاها قول لا إله إلا الله ... )
هذا أصله حديث متفق عليه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان) .
رواه مسلم هكذا بالشك , ورواه البخاري بلفظ"بضع وستون"بدون شك.
# فوائد الحديث:
1.أن الإيمان شعب كثيرة.
2.أعلى شعب الإيمان قول لا إله إلا الله , لأنها كلمة الإخلاص , وكلمة الإسلام , وهي العروة الوثقى 0
قال ابن رجب الحنبلي: (ومن ترك الشهادتين خرج من الإسلام) , والمقصود بالشهادتين كما لا يخفى ليس مجرد النطق بها , بل التصديق بمعانيها وإخلاص العبادة لله , والتصديق بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - والإقرار ظاهراً وباطناً بما جاء به , فهذه هي الشهادة التي تنفع صاحبها عند الله , ولذلك ثبت في الأحاديث الصحيحة قوله - صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله مخلصاً) .
وفي رواية: (صدقاً) وفي رواية: (غير شاك) وفي رواية: (مستيقناً) .
3.أن أصغر شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق من شوك أو حجر ونحو ذلك مما يتأذى المار به 0
والأحاديث في فضل إماطة الأذى عن الطريق كثيرة منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين) . رواه مسلم
وفي رواية: (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأُنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة) .
وفي رواية لهما: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له) .
وأركانه: أي أركان الإيمان الستة، وهي أصوله التي تركب منها , والتي يزول بزوالها , ويكون بزوال الواحد من تلك الستة كافراً كفراً يخرج من الملة , وما عداها لا يزول بزواله , لكن منها ما يزول بزواله كمال الإيمان الواجب، ومنها ما يزول بزواله كمال الإيمان المندوب.
قد دل على وجوده تعالى، الفطرة، والعقل , والشرع، والحس.
# أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم.
# وأما دلالة العقل على وجوده: فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لا بد لها من خالق أوجدها، إذ لا يمكن أن توجِد نفسها بنفسها.