الخشية نوع من الخوف لكنها أخص منه. والفرق بينهما:
1 ـ أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله، كقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ، والخوف قد يكون من الجاهل.
2 ـ أن الخشية تكون بسبب عظمة المخشي، بخلاف الخوف فقد يكون من ضعف الخائف لا من قوة المخوف.
وفي الآية الكريمة يقول تعالى: لا تخشوا الناس، فإني ربكم، واخشوني وحدي، ونهى عن خشية غيره كما في الآية الثانية: {فلا تخشوا الناس} أي لا تخافوا منهم {واخشون} أي خافوا مني.
فدلت الآيتان وما في معناهما: على أن الخشية عبادة من أجل العبادات، فصرفها لغير الله شرك أكبر.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (1/ 51) :
(والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخاف الله فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم) . أ. هـ
م / (والإنابة، والدليل قوله تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} )
والإنابة: الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته، وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها.
قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} أي: أقبلوا إلى ربكم وارجعوا إليه بالطاعة.
{وأسلموا له} أخلصوا له التوحيد.
{من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون} أي: بادروا بالتوبة إلى العمل الصالح قبل حلول النقمة.
وأمره عباده بالإنابة ظاهر في أنها عبادة وأنه يحبها، فصرفها لغير الله شرك أكبر.
م / (والاستعانة، والدليل: {إياك نعبد وإياك نستعين} وفي الحديث:"إذا استعنت فاستعن بالله". والاستغاثة , والدليل قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} )
الاستعانة: طلب العون والمؤازرة في الأمر.
والاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.
دليل الاستغاثة قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} .
قال ابن قاسم رحمه الله:(الدين كله يرجع إلى هذين المعنيين، وسر الخلق والكتب والشرائع والثواب والعقاب يرجع إلى هاتين الكلمتين، وعليهما مدار العبودية والتوحيد.
الأول: تبرؤ من الشرك.
الثاني: تبرؤ من الحول والقوة.
وهذا المعنى في غير آية من كتاب الله، وتقديم المعمول على العامل يفيد الحصر، أي: نستعين بك وحدك دون كل من سواك.
فهذا النوع أجل أنواع العبادة، فصرفه لغير الله شرك أكبر.
وكذلك قوله تعالى: {إياك نعبد} أي: لا نعبد أحداً سواك، فالعبادة لله وحده والاستعانة به وحده جل وعلا وتقدس.
وفي الحديث: إذا استعنت فاستعن بالله) . رواه الترمذي
حصر الاستعانة بالله وحده دون غيره من الخلق والدلالة على أنها أجل العبادات وعليها مدار الدين، فإذا استعان أحد بغير الله فهو مشرك الشرك الأكبر.
# الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق على نوعين:
1)ـ الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، وهذا جائز، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} .
وقال تعالى في قصة موسى - عليه السلام: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه} .
وكما يستغيث الرجل بأصحابه في الحرب وغيرها مما يقدر عليه المخلوق.