فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 46

م /(بعثه الله إلى الناس كافة، والدليل قوله تعالى:{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً}، وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس)

(بعثه الله) أي أرسله إلى الناس.

(كافة) أي جميعاً.

# الأدلة:

قال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً}

وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً}

وقال تعالى: {وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً}

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: ... وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة) . متفق عليه

وقال - صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي إلا دخل النار) . رواه مسلم

وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الإنس والجن بإجماع المسلمين , وقرن طاعته بطاعة الله في غير موضع من كتابه، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون} .

م / (والدليل على موته - صلى الله عليه وسلم - {إنك ميت وإنهم ميتون} ، والناس إذا ما توا يبعثون والدليل قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} )

أي إنك يا محمد ستموت، وقام أبو بكر - رضي الله عنه - لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي، وقال: (بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها) .

وقال تعالى: {أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} .

نعم، هو حي - صلى الله عليه وسلم - في قبره، حياة برزخية، أعلى وأمل من حياة الشهداء المذكورة في قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} .

وأما الحياة الجثمانية فلا ريب أنه مات - صلى الله عليه وسلم -، وغسل وكفن وصلي عليه، ودفن في ضريحه بالمدينة، فموته - صلى الله عليه وسلم - معلوم بالسمع والمشاهدة، مشهور يعلمه العام والخاص، لا يمتري إلا مكابر.

(والناس إذا ماتوا يبعثون)

الإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة، وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية فيقوم الناس لرب العالمين.

قال تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً} .

وقال تعالى: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون} .

وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير} .

وقال - صلى الله عليه وسلم: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة غرلاً) . متفق عليه

وأجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة، حيث تقتضي أن يجعل الله لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله، قال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} .

وقال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} .

(ومن كذب بالبعث فقد كفر)

لقوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير} .

وقال تعالى: {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} .

وقال تعالى: {الذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم} .

وقد ذكر الله تعالى في سورة خمس حوادث تدل على قدرة الله على البعث:

1)قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون، ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون} .

2)وقال تعالى في قصة البقرة: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام