فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 192

جواب: ذهب الخوارج إلى أن الإيمان عبارة عن مجموع ثلاثة أشياء: التصديق بالجنان؛ والإقرار باللسان؛ والعمل بالأركان.

وقالوا: إن من ترك شيئاً من الطاعات سواء كان من الأفعال أو الأقوال فقد خرج من الإيمان ودخل في الكفر؛ لأن ترك كل واحدة من الطاعات كفر عندهم [1] .

وقالوا: ما الناس إلا مؤمن وكافر؛ والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات؛ فمن لم يكن كذلك فهو كافر مخلد في النار. ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك [2] .

فعند الخوارج؛ المصر على كبيرة -أي الذي لم يتب منها- من زنى أو شرب خمر أو ربا؛ كافر مرتد خارج من الدين بالكلية، لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين؛ ولو أقر لله بالتوحيد وللرسول صلى الله عليه وسلم بالبلاغ، وصلى وصام وزكى وحج وجاهد؛ وهو مخلد في النار أبداً مع إبليس وجنوده، ومع فرعون وهامان وقارون [3] .

وأما المعتزلة فقد اتفقوا على أن الإيمان: تصديق بالجنان؛ وإقرار باللسان؛ وعمل بالأركان.

ولكنهم ذهبوا إلى أن من ترك شيئاً من الطاعات فقد خرج من الإيمان ولكنه لم يدخل في الكفر؛ بل وقع في مرتبة بينهما يسمونها: منزلة بين المنزلتين [4] .

وقالوا: أهل الكبائر مخلدون في النار، ولا نسميهم لا مؤمنين ولا كفاراً؛ بل فساق ننزلهم منزلة بين منزلتين [5] .

وقالوا: ما الناس إلا رجلان: سعيد لا يعذب؛ أو شقي لا ينعم. والشقي نوعان: كفر؛ وفاسق. ولم يوافقوا الخوارج على تسميتهم كفاراً [6] . فهم موافقون للخوارج في حكم الآخرة؛ وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار؛ لكن الخوارج تسميه كافراً؛ والمعتزلة تسميه فاسقاً، فالخلاف بينهم لفظي فقط [7] .

(1) عمدة القارئ ح1 ص103.

(2) الإيمان الأوسط ص23.

(3) معارج القبول ح2 ص343.

(4) عمدة القارئ ح1 ص103.

(5) الإيمان الأوسط ص23.

(6) المصدر السابق نفسه.

(7) شرح الطحاوية ص362.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام