جواب: إن قصر مفهوم الإيمان على مجرد التصديق بمعناه الخبري المجرد؛ وحصر دائرة الدين بناء على ذلك في مجرد الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق؛ قد أسقط قيمة العمل -وبدرجات متفاوتة- عند كثير من المنتسبين لهذا الدين؛ سواء في تصورهم لحقيقة هذا الدين أو بالضرورة في واقع حياتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم العملية، وفي تقويمهم لأنفسهم من جهة وللواقع من حولهم من جهة أخرى. حتى لقد وصل الأمر ببعضهم إلى القول بأن من سب الله ورسوله؛ أو تكلم بالتثليث؛ أو صرح بكل كلمة من كلام الكفر؛ أو سجد للصليب والأوثان؛ أو قتل الأنبياء أو والى الكفار عليهم؛ أو أهان المصحف؛ أو هدم المساجد معاداة للمؤمنين وإهانة لهم؛ أن هذا عندهم يكون مؤمناً ناجياً عند الله طالماً أنه يصدق بالرسالة ولا ينكرها! [1]
(1) الإيمان لابن تيمية ص178 وص384، والإيمان الأوسط ص92 وص124.