سؤال (20) : ما المقصود بمصطلح"الكفر العملي"الذي ورد في بعض كتب أهل السنة؟
جواب: أطلق بعض علماء السنة مصطلح"الكفر العملي"على المعاصي التي سماها الشارع كفراً -والتي تصيب الإيمان في فروعه وشعبه- تمييزاً لها عن"الكفر الاعتقادي"الذي يقع على أصل الإيمان مما يستلزم فساد الاعتقاد -قول القلب أو عمل القلب- وسقوطه وخروج صاحبه عن الملة.
وقد أدى هذا الإطلاق إلى توهم البعض أنه لا يوجد كفر أكبر ينقل عن الملة يقع من جهة العمل قط! وأن كل كفر بالعمل فهو كفر عملي أو كفر دون كفر أو كفر أصغر لا ينقل عن الملة لأنه ليس كفراً اعتقادياً!
والحق أن علماء أهل السنة جميعهم -وبعيداً عن اصطلاحاتهم المتنوعة- متفقون على أن الكفر الذي يضاد أصل الإيمان، يخرج بصاحبه عن دائرة الملة الإسلامية لأنه كفر أكبر يسقط أصل الدين، سواء وقع هذا بقول اللسان أو بفعل الجوارح أو باعتقاد القلب؛ وأن هناك الكثير من الأقوال والأعمال التي اتفق السلف والأئمة على كفر صاحبها وخروجه من الملة بالرغم من وقوعها باللسان أو الجوارح؛ وأن الكفر بالعمل منه ما لا يضاد أصل الإيمان -مثل قتال المسلم- فلا يخرج بصاحبه عن الملة؛ ومنه ما يضاد أصل الإيمان ويستلزم فساد الاعتقاد وسقوط قول القلب أو عمله؛ مثل السجود للأصنام أو الاستهانة بالقرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الهزل بالدين؛ ونحو ذلك [1] .
(1) الصلاة لابن القيم ص24 - 25.
أعلام السنة المنشورة ص94 - 99. ولذلك نرى أن مصطلح"الكفر الاعتقاد"تعبير غير دقيق عن الكفر المخرج من الملة؛ والأولى الاقتصار على مصطلح"الكفر الأكبر"للتعبير عن الكفر المخرج من الملة سواء وقع بالاعتقاد أو القول أو العمل في مقابل مصطلح"الكفر الأصغر"للتعبير عن الكفر الذي لا يخرج عن الملة.