فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 192

جواب:"الكفر هو عدم الإيمان؛ سواء كان معه: تكذيب، أو استكبار، أو إباء، أو إعراض. فمن لم يحصل في قلبه التصديق والانقياد فهو كافر" [1] .

وذلك لأن"الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به؛ فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم؛ وإن لم يكن كافراً معانداً، فهو كافر جاهل" [2] .

وعليه فالكفر الأكبر قد يتحقق بتخلف"قول القلب"أي (المعرفة أو العلم أو التصديق) ؛ إما جهلاً بالحق -جهلاً بسيطاً أو جهلاً مركباً [3] - وإما تكذيباً للحق بعد معرفته؛ وإما إعراضاً عن الحق لا يصدقه ولا يكذبه؛ وإما شكاً فيه لا يجزم بصدقه ولا بكذبه [4] .

وقد يتحقق الكفر الأكبر بتخلف"عمل القلب"أي (الانقياد أو الالتزام أو الاستسلام) ؛ إما جحوداً بأن يعرف الحق ويصدقه بقلبه ولكنه يكذبه بلسانه؛ وإما عناداً واستكباراً واستنكافاً بأن يعرف الحق ويصدقه بقلبه ولسانه ولكنه يأبى أن يذعن ويلتزم ويخضع ويستسلم له. وهذا ككفر إبليس وكفر أحبار اليهود الذين تيقنوا من صدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو الغالب على كفر أعداء الرسل من الملأ، ويكون دافعه البغض أو الحسد أو طلب مصلحة دنيوية عاجلة أو خوف فواتها كرئاسة أو جاه أو منصب أو مال أو غير ذلك [5] .

(1) الإيمان الأوسط ص181.

(2) طريق الهجرتين لابن القيم ص382.

(3) المقصود بالجهل البسيط عدم العلم بالأمر أصلاً والجهل المركب هو العلم الزائف بالأمر على غير ما هو عليه حقاً.

(4) مدارج السالكين لابن القيم جـ 1 ص338.

(5) مدارج السالكين لابن القيم جـ 1 ص337.

ومعارج القبول جـ 2ص19.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام