فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 192

جواب: بالتأكيد لم يكن الأمر كذلك؛ بل إن قضية الرسل عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم كانت دائماً القضية المبنية على العلم أو التصديق وهي قضية الخضوع أو الانقياد أو التسليم لله ورسوله (توحيد الألوهية أو العبادة) .

ولم تكن قضية العلم أو المعرفة أو التصديق (توحيد الربوبية أو التوحيد الاعتقادي الخبري) [1] إلا مقدمة يبدأ بها كل رسول لتذكير قومه بالحق، ثم لا يلبث أن يعرض عليهم صلب رسالته وجوهر دعوته (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59] .

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) [البقرة: 21] .

فالمطلوب من الكفار هو الشروع في العبادة بعد الإتيان بما يجب تقديمه من المعرفة والإقرار [2] .

(1) قصدنا من إيراد كل هذه المترادفات"المعرفة أو العلم أو التصديق أو التوحيد الخبري ... إلخ"توضيح أن كل هذه التعبيرات تدور حول نفس المعنى الذي هو قول القلب أياً كانت المصطلحات التي استخدمها العلماء للتعبير عنه. تماماً كما يعبر العلماء عن عمل القلب بتعبيرات مختلفة كالخضوع أو الالانقياد أو الإذعان أو التسليم أو غير ذلك مما يعبر عن نفس المعنى.

(2) تفسير البيضاوي ص16.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام