جواب: وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تفيد -بالمنطوق أو بالمفهوم -أن الإيمان يزيد وينقص وأن أهله يتفاضلون فيه.
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً) [الأنفال: 2] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان) "مسلم".
وهناك نصوص كثيرة تبين أن أهل الجنة متفاوتون في الدرجات تفاوتاً لا يعلمه إلا الله عز وجل [1] .
وفي أحاديث الشفاعة أن عصاة الموحدين الذين تمسهم النار بقدر ذنوبهم متفاوتون تفاوتاً بعيداً؛ متفاوتون في مقدار ما تأخذ منهم؛ وكذلك يتفاوتون في مقدار لبثهم فيها وسرعة خروجهم منها؛ لأنهم متفاوتون في الإيمان [2] .
ولهذا كان جمهور السلف والأئمة ممن ذهبوا إلى أن الإيمان قول وعمل يقولون: إن الإيمان يزيد وينقص وإن أهله يتفاضلون فيه [3] .
ولقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان عن الصحابة رضي الله عنهم؛ ولم يعرف فيه مخالف منهم. والآثار في هذا كثيرة رأوها المصنفون في هذا الباب عن الصحابة في كتب كثيرة معروفة؛ كما أثبتوها من بعدهم عن عدد كبير من التابعين والأئمة أعظم من أن يمكن حصره [4] .
كل هذه الآثار تقرر أن إيمان العبد يزيد وينقص من وقت إلى وقت ومن حال إلى حال؛ كما أن إيمان الناس يتفاوت ويتفاضل [5] .
(1) معارج القبول حـ2 ص335.
(2) معارج القبول حـ2 ص336.
(3) الإيمان لابن تيمية ص210 والإيمان الأوسط ص47و91.
(4) عمدة القارئ جـ1 ص107 - 111.
(5) الإيمان لابن تيمية ص211 - 293.