سؤال (12) : استعمل بعض علماء أهل السنة تعبير"أصل الإيمان"فما هو المقصود به؟
جواب: مقصود هؤلاء العلماء أن للإيمان أصلاً لا بد أن يحققه الإنسان لكي ينجو به من الكفر والخلود في النار ويدخل به في دين الله ابتداء ويقف به على حد الإسلام.
وهذا الأصل هو القدر المشترك الموجود في جميع درجات الإيمان، من الإقرار بالخالق وإخلاص الدين له، والإقرار برسله، واليوم الآخر؛ على وجه الإجمال [1] .
فهذا القدر من الإيمان الذي يحقق"أصل الإيمان"؛ هو"الإيمان المجمل"الذي كان كل رسول يدعو قومه إليه ابتداء، والذي يقرر توحيد الله عز وجل في ذاته وصفاته وأفعاله، واستحقاقه سبحانه وتعالى وحده للعبادة؛ وإرساله الرسل إلى البشر يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته وحده وطاعته وحده وفق شريعته التي يبعث بها رسله، والتي سيحاسب البشر على أساسها عند نشورهم وبعثهم يوم القيامة.
فإذا ما تحقق هذا الأصل في القلب؛ بأن صدّق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم والتزم طاعته جملة وعلى الغيب [2] ، أي وقف منه صلى الله عليه وسلم موقف السمع والطاعة؛ فقد دخل بذلك في دين الله، والذي يعبر عنه صاحبه عادة بالنطق بالشهادتين: إقراراً بالتوحيد، وتبرؤاً من الشرك، والتزاماً بشرائع الإسلام.
وإذا ما تحقق هذا الأصل؛ ولم ينقض بقول أو عمل أو اعتقاد؛ ومات صاحبه على هذا فقد نجا يفضل الله ورحمته من الكفر والخلود في النار، وآل بإذن الله إلى الجنة في خاتمة أمره على ما كان عليه من عمل. وأما إذا لم يتحقق هذا الأصل أو نقض بعد تحققه في أحد عناصره -التصديق والانقياد والإقرار باطناً وظاهراً- ومات صاحبه على ذلك فقد مات كافراً مخلداً في النار والعياذ بالله، مهما كان عليه من عمل [3] .
(1) الإيمان الأوسط لابن تيمية ص61.
(2) المقصود بذلك الالتزام القلبي بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما سيأتي به من أخبار والخضوع والانقياد له صلى الله عليه وسلم في كل ما سيأتي به من أوامر بعد ذلك على التفصيل.
(3) الإيمان لابن تيمية ص256 - 257. والإيمان الأوسط ص181.