فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 192

جواب: الثابت عن السلف والأئمة أن الإيمان يتفاوت ويتفاضل ويزيد وينقص في جميع عناصره؛ فدرجة التصديق القلبي تتفاوت من إنسان لآخر، ودرجة اليقين في قلب المرء نفسه تختلف من وقت لآخر ومن حال لحال.

وأما عمل القلب من المحبة والخشية والرجاء والتوكل، فما أكثر ما يتفاوت البشر في ذلك، وما أكثر ما تختلف حال القلب الواحد قرباً وبعداً عن الله عز وجل؛ وهذه حال يعلمها كل إنسان من نفسه.

وأما عن التفاوت في الأعمال الظاهرة -أعمال الجوارح- فلا نحسب أن أحداً يجادل فيه، ولكننا نقرر أن هذا التفاوت في الأعمال الظاهرة إنما هو انعكاس مباشر للتفاوت في الحالة الإيمانية للقلب نفسه؛ وأن العمل الظاهر ليس مقطوع الصلة بالعمل القلبي كما قد يتوهم البعض؛ بل إنهما وجهان لحقيقة واحدة، وهذا من طبائع الأشياء التي فطر الله الناس عليها [1] .

(1) الإيمان لابن تيمية ص219 - 224.

والإيمان الأوسط ص104 - 116.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام