سؤال (1) : ما هو المنهج الصحيح لمعرفة معاني الألفاظ الشرعية -لفظ الإيمان مثلاً- وهل علينا الرجوع إلى معاجم اللغة لمعرفة معاني هذه الألفاظ؟
جواب: المنهج الحق لفهم معاني الألفاظ الشرعية -منهج أهل السنة والجماعة- هو أن نتلقى تفسير الصحابة رضي الله عنهم وفهم السلف الصالح لمعنى هذه الألفاظ والتي أخذوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم قد بيّن لأصحابه القرآن لفظه ومعناه؛ قال تعالى: (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور: 54] .
وهذا يتضمن بلاغ المعنى وأنه في أعلى درجات البيان؛ إذ أن الأحاديث النبوية تقرر نصوص القرآن وتكشف معانيها كشفاً مفصلاً وتقرب المراد وتدفع عنه الاحتمالات وتفسر المجمل وتبينه وتوضحه؛ ولذلك كانت عناية الصحابة رضي الله عنهم بأخذ المعاني عن النبي صلى الله عليه وسلم ربما كانت أعظم من عنايتهم بالألفاظ [1] .
ومن ثم فنحن نقرر ابتداء بأنه لا حاجة بنا مع بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن.
والقرآن نزل بلغة قريش، والذين خوطبوا به كانوا عرباً -وهم الصحابة رضي الله عنهم- وقد فهموا ما أريد به من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بلغوا القرآن -لفظه ومعناه- إلى التابعين حتى انتهى إلينا؛ فلم يبق بنا حاجة إلى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن [2] .
(1) مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم جـ2 ص335.
(2) الإيمان لابن تيمية ص119.