فهرس الكتاب
الصفحة 22 من 192

سؤال (19) : كيف يقع الكفر الأصغر أو"كفر دون كفر"كما سماه أهل السنة والجماعة؟

جواب: كما أن لفظ الإيمان عند السلف والأئمة يطلق على أصل الإيمان وفروعه؛ فكذلك لفظ الكفر عندهم يطلق على أصل الكفر وفروعه. فأصل الكفر عندهم هو ما يضاد وينقض أصل الإيمان فيسقطه ويقف بصاحبه خارج دائرة الملة الإسلامية؛ وأما فروع الكفر من ترك للواجبات وإتيان للكبائر، فمن أتى بها ولكن معه أصل الإيمان لم ينقض بقول أو فعل أو اعتقاد، فهو لا يزال باقياً داخل دائرة الملة الإسلامية طالما أنه لم يأت بأصل الكفر؛ وتكون المعصية التي جاء بها وإن سماها الشارع كفراً؛ تكون كفراً أصغر أو"كفراً دون كفر" [1] .

وكما أن الكافر إذا ما أتي من فروع الإيمان مهما أتى فإن هذا لا يدخله في ملة الإسلام ما لم يأت بأصل الإيمان؛ فكذلك المؤمن مهما أتى من فروع الكفر -التي سماها الشارع أيضاً كفراً- فإن هذا لا يخرجه عن ملة الإسلام ما لم يأت بأصل الكفر الذي يضد أصل الإيمان وينقضه [2] .

وكذلك ألفاظ الظلم والفسق والنفاق والمعصية وأمثالها؛ قد تطلق في النصوص الشرعية مرادفة للكفر الأكبر المخرج من الملة إذا كانت تنقض أصل الإيمان وتسقطه؛ وقد يقصد بها مجرد إتيان فرع من فروع الكفر دون أصله، مما لا يخرج بصاحبه عن ملة الإسلام، وهو ما أطلق عليه السلف والأئمة: كفراً دون كفر"و"ظلماً دون ظلم"و"فسقاً دون فسق"و"نفاقاً دون نفاق"؛ أو الكفر الأصغر والظلم الأصغر والفسق الأصغر والنفاق الأصغر؛ هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة [3] ."

(1) الإيمان لابن تيمية ص55 - 82 وص303 - ص313.

(2) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص70.

(3) الإيمان لابن تيمية ص303 - 313 ومعارج القبول جـ2 ص343.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام