الخاتمة نسأل الله تعالى حسنها
إلى هنا إخوة التوحيد، نحطّ الرحال، ونكون قد أشرفنا على نهاية هذا الكتاب، الذي نسأل الله تعالى أن يرزق صاحبه الإخلاص ويضع له القبول، فينتفع به الموحدون في كل مكان، وأن يجعله تعالى خالصا لوجهه الكريم سبحانه، وأن يثقل به الموازين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ويطيب المقام أن لا ننس إخوتنا ومشايخنا الأسود الرابضة خلف قضبان الشرك والتنديد، فنبعث إليهم هذه التحية العطرة، والدعاء الخالص أن يفك الله أسرهم ويثبتنا وإياهم على الحق المبين إلى أن نلقاه لا فاتنين ولا مفتوتنين، وأن يحشرنا تعالى مع النبيين والصديقين والصالحين والشهدء وحسن أولئك رفيقا.
كما رأيت أن أنقل إليهم رسالة الشيخ الأسد الذي عرّى المرتدين وكشف باطلهم، ذلك الشهيد بإذن الله تعالى سيد قطب رحمه الله، وهو الذي جاء عنه أنه دخل عنده شيخ الأزهر يومئذ وقت إعدامه، ليلقنه الشهادتين، فقال رحمه الله تعالى:"لا إله إلا الله، أنا من أجلها أموت، وأنت تأكل بها الخبز"فلله دره، ورحمه الله تعالى وتقبله، وما أكثر من يأكل بها الخبز، ويأكل بلسانه كما تأكل البقر من الأرض، وهذه الرسالة كتبها رحمه الله سنة 1957 بعنوان: أخي
فإليكموها:
أخي أنت حرٌ وراء السدود ... / ... أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما ... / ... فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام ... / ... ويشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها ... / ... ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي قد أصابك سهم ذليل ... / ... وغدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل ... / ... ولم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء ... / ... أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها للسماء ... / ... مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح ... / ... وألقيت عن كاهليك السلاح