فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 224

هم تصوّروا أن إثبات الخلق يقتضي الجبر، وتصوروا إرادة الله بالفعل وخلق الله الإرادة التي يتم بها الفعل في الإنسان، تصوروا هذا، بأن يكون الإنسان مجبوراً، إذن المعتزلة - أو القدرية - كانوا بهذه المذاهب، يردون على مذهب الجبرية، ولكن هم أنفسهم ضلوا وحادوا عن الطريق المستقيم .. وأهل السنة - كما تقدم - ليس هؤلاء ولا هؤلاء، والرد عليهم طويل، ولي موقفٌ طويلٌ معكم في قضية توحيد القدر - إن قدر الله - فنؤجل هذا الموضوع، ل موضعه إن شاء الله ..

-للذكر: كنت أتمنَّى أن نكون نحن معتزلة ولا نكون على ما نحن عليه - مع الإعتذار -، يعني كنت أتمنى أن نكون معتزلةً ولا نكون جبرية ولا مرجئة ولا صوفية، نحن - المسلمون - الآن جبرية مرجئة صوفيةٌ!، لو خُيرتم، بين أن تكونوا قدرية وبين أن تكونوا جبرياً، الأفضل أن تكونوا قدرياً، - ستكتشفون! -، ولو خُيرتم بين أن تكونوا معتزلة أو تكونوا أشاعرة، فالأفضل لكم أن تكونوا معتزلة، سنتبين هذا، لكن هُزم المعتزلة، وانهزمنا بعد ذلك، أي انهزم مذهب أهل السنة أمام الجبر والإرجاء، هزمنا المعتزلة لأسباب سأذكرها، وهزمونا أهل الإرجاء والجبر لأسباب ..

هذا مدار بحث طويل، أتمنى أن أتفرغ لكتابته ..

و أهل السنة، ظلموا المعتزلة، لما أحسنوا إلى الأشاعرة، والحقيقة، كان سوء المعتزلة أقل من سوء الأشاعرة، مع أن كلتيهما بدعيتين ويجب أن نحاربهم ونَرُدَّ عليهم ونبين ضلالهم ..

أذكر لكم لطيفةً، كيف أهل السنة مرات، أفحموا المعتزلة عن طريق أمورٍ بسيطة جداً. وقف [1] أعرابي على حلقة فيها عمروبن عبيد - أحد أئمة المعتزلة - فقال: يا هؤلاء إن ناقتي سرقت فادعوا الله أن يردها علي، - وكان عمروبن عبيد زاهداً وعليه أمارة الصلاح وكان

(1) ذکر هذه القصة، ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية ص 227. ط. وزارة الشؤون الإسلامية، والاوقاف والدعوة والارشاد بالسعودية. تحقيق: أحمد شاکر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام