ماهو أساس التوحيد عندهم؟
كما سنفصل - إذا قدّر الله لنا - في دروسنا للأسماء والصفات .. ، عند المعتزلة: الإسم غير المسمي، والصفة غير الموصوف، هذا عند المعتزلة، ونحن نعلم أن في الأصل،"الصفة"قأئمة في الموصوف، فلا يتصور صفة بلا موصوف، فهي قأئمة به، لا هي غيره، ولا هي نفسه، هي قأئمة به، لأن الصفة أمر عرضي لا يوجد إلا في شيء له ذات مستقل. المعتزلة تقول: الصفة غير الموصوف، بمعنى - إذا أردنا أن نشرحه - نعلم أن الله تعالى من أسماءه: (الرحيم والغفور والعظيم و .. ) ومن صفاته (الرحمة والمغفرة والعظمة و .. ) ، صفات الله عزوجل - عند المعتزلة - لايجوز أن تكون هي الله، بل هي غير الله، شيءٌ غير الله عزوجل، عندهم"الصفة غير الموصوف"، إذن - يقولون - لو قلنا"أن الله له صفات، وهذه الصفات قديمةٌ، لأدَّى هذا إلى تعدُّد القُدماء، وهذا شرك"! فهمتم؟ لأن عندهم الصفة غير الموصوف ..
قالوا: هذا هو الشرك، - تعدُّد القدماء - ..
و هذا هو الذي أدى بهم إلى نفي الصفات عن الله عز وجل. قالوا:"الله عز وجل لا صفة له"، هذا هو أساس مذهبم. فالتوحيد عندهم هو"إفراد القديم"أي، أن لا يكون إلا واحد فلا ينبغي أن يكون إلا ذات قديم، وهذه الصفات ليست لله، لأنه كذلك لا يجوز أن تلتحق هذه الصفات بالله، لأنها غير قديمة، - أي حادثة -، ولا يجوز على الله الحوادث ..
فهذه الصفات ماذا تعني عندهم؟ تعني أن هذه الصفات مملوكة - مخلوقة - لله، مثل (بيت الله) ، (دابة الله) ، (ناقة الله) .. هل الله هو البيت، أو البيت هو الله؟ لا، هذه النسبة - أي نسبة البيت إلى الله - نسبة الملك والتشريف. - إذن هؤلاء يقولون -، سمعُ الله، ورحمةُ الله، وكلامُ الله و .. ، عندنا هكذا، هو نسبة مُلك وتشريفٍ، - أي - أنتسبت السمع إلى الله، لا صفةً له، ولكن ملكاً وتشريفاً له. فلذلك - عندهم - الصفات لا تجوز على الله، لا يجوز عندهم أن يقال"الله السميع"أو"بصير"، - بمعنى أن يكون له سبحانه صفة السمع والبصر، لكن إذا قالوا - مثل هذه الأقوال - فإنما يعنون به أن السمع والبصر مملوك لله ومخلوق له ..
فهمتم ما معنى التوحيد عن المعتزلة؟ هو إفراد القديم عن غيره، أي تجرد الذات عن الصفات ..
من أجل أن لا تلتبس الحقائق في أذهانكم، لا بد أن نبين - مختصراً - ما هي عقيدتنا في هذا الأمر: نحن أهل السنة، عقيدتنا في هذا الأمر، (النسبة إلى الله عزوجل) ، نحن نسمع: (سمع الله) و (بصر الله) .. و هكذا نسمع: (بيت الله) و (ناقة الله) ، (عبد الله) وهكذا .. ما هو الفارق بين هذه وهذه؟ نحن عندنا كلها منسوبة إلى الله، كلها مضاف ومضاف إليه. منصوبة إلى الله. فكيف نفرق بين ما هو صفة، وبين ما هو مملوك ونُسِبَ إلى االله نسبة مُلك؟ ولماذا خُصَّ بهذا؟
إعلم أن ما أضافة الله تعالى إلى نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: