الخطباء كفرةٌ، ولم ينظروا إلى كونهم سنياً، وإنما نظروا إلى الراية التي أنتموا إليه، إلى راية الحاكم (بأمرالله العبيدي) ، فألحقوهم بالراية وحكموا عليهم بحكم الراية ..
ومن هنا إخواني!، فأن يأتي رجلٌ ويقول أنا سنى ويذهب ويجلس تحت قبة البارلمان، هو بهذا قد دخل في طائفتم، لأنه صار جزءاً من الحكومة، قديقول أنا معارض .. ، كما سنتبين في قضية الحاكمية، والكلام على المرجعية، لأنه سنتكلم عليه بعد ذلك عن قضية الأنتخابات؛ المعارض في الحكومات، جزءٌ من الدولة، والإصدار لا يخرج بصفة القوة إلا بوجود المعارضة له، والقانون يقول أنت معارض قبل صدور القرار، ولكن بعد صدوره هو يخرج باسمك، لأن القرار لن يكتسب قوةً إلا بوجودك أنت، فإنه خرج باسم ممجلس النواب، ومجلس النواب ومجلس الشعب من هم؟ أنت هل، تعترف أنك من البرلمان؟ نعم. صدر القرار باسمك، قدتكون معارضاً .. ، أقول: أنت معارضٌ قبل إقراره، ولكن بعد إقراره، هو يخرج باسمك، وهكذا كان يقول لهم الهالك (رفعت المحجوب) [1] ، كان يقول للإخوان المسلمين في البرلمان، كان يقول"نحن معارضون"!، نقول: نعم أنتم معارضون قبل خروج القرار ولكن بعد خروجه، القرار خرج باسمكم ..
و لذلك القضية - كما ترون - ماذا؟ هل هي أمر سهلٌ - قضية أنتماء الرجل للجماعة -؟ الجماعة التي ينتمى إليها هي قضية خطيرة، وعدم فهمها أدّى بالمسلمين إلى درجة .. ، سأضرب لكم مثالاً، ينبغي أن يكون واضحاً، لكن نحتاج إلى مثال هي أوضح لديكم، قد تستغيبونه ولكن لا تستغيبون المثال الآخر، كيف يجوز لمسلمٍ شيخ مدَّعى أنه سنِّي، وبعد ذلك يجلس وهو مفتي في جيش من جيوش الطواغيت؟ لجيش الجزائر أو السورية، جيش ليبيا، وهناك يعتبر نفسه شيخ مسلم يدعو للإسلام وهو عليه الرُّتب العسكرية [2] ، لأنه واعظ، لأنه كثيرٌ من الجيوش الآن تضع في داخلها ما يسمى بـ (قسم الإفتاء الديني) ، فيكون فيها شيخ ومع ذلك رتبته عسكرية!، مثل ما عندنا في الأردن ..
الآن هذا غير واحد يقول: كيف؟ يعني أنت تريد أن لا يكون هذا؟! نقول: هو جزءٌ من هذه الطائفة، دخل فيها بحيث أن دمه حلال!، هو منهم! .. وصل أمر إستغفال هذه القضية، حتّى صار يقال يوجد مفتي لمسلمي قوات الأمريكية!، مفتى مسلم - وتخرَّج من معاهد الدعاة والوعاظ -، في داخل الجيش الأمريكي!، جيش أمريكى وفيه ماذا؟ مفتى مسلم!! هذا تستغربونه؟! لكن أغرب!، كيف يكون مفتى مسلماً وهو في جيوش الردة؟! .. و عدد المسلمين! في الجيش الأمريكي، يقال"ستة عشر الف"أو"ثمانية آلاف"، أو"أربعة آلاف"!، وبعضهم يقول أكثر من ذلك، مسلمون! في جيش أمريكا ولا يرهب! ويأتي شيخ متبجح، طول عمره يتكلم عن السنة، ويقول نعم! - يتكلم:"نعم، مسلمون في جيش أمريكا، ما المعارضة؟! ما المخالفة؟! مسلم في جيش أمريكا؟!".
(1) الهالک (رفعت المحجوب) ، صاحب التاريخ الأسود، أمين الإتحاد الإشتراکي وصاحب ميثاق عبدالناصر، کان رئيساً للمجلس الشعب المصري من عام 1984 إلي 1989.
(2) قال الشيخ أبومصعب السوري في کتابه (دعوة المقاومة) ص 128:"فقد روي لنا اخوة المجاهدون في الجزيرة أن (عائض القرني) .. لبس بزة عسکرية وصلّي بالقوات السعودية المرابطة علي حدود العراق بقيادة (شوارزکوف) وتحت رايات أمريکا، أيام عاصفة الصحراء، وخطب فيهم صائحاً: (سِر يا خادم الحرمين ونحن نبايعک علي الجهاد) !".