فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 224

بل، حتّى والله يا إخوتي، والله قابلت مشايخ يرفعون راية السلف وينتسبون للسلفية، ولا يكفِّرون الشيوعية، نعم! .. ، يقول أحدهم - نقول له: الشيوعي كافر، هذا الأصل، - يقول:"لا، ليس كلهم، لا نستطيع أن نجزم أن كل شيوعى كافر"! - لما؟ - .. قال:"والله إني زرت روسية، ورأيت بعض أحِبَّاء الحزب الشيوعى يصَلُّون"!! .. الآن"البعثية"نفس الشيء، وهكذا .. فصار"مسلم بعثي"، مسلم علماني!!. هذه قضية غير مهمة لديهم ..

هذا ما أفرزه قضية"الإيمان هو التصديق"، وكما ترون، الطامة كبيرةٌ والمصيبة عظيمةٌ. متى يكفِّر هؤلاء القوم علمانياً؟ حتى يصعد على المنبر ويقف ويقول:"الإسلام لا يصح، الإسلام غلط، الإسلام جهل وتخلف"، حينئذٍ يكفرونه. بل بعضهم لا يكفرونه، يقول: يمكن هو يقصد المسلمين لا الإسلام!!

يعني، هناك بعض الناس يقول:"والله لا أريد أن أسلم"؛ والمشايخ يقولون:"كيف؟ بل أنت مسلم"! يقول:"يا جماعة! أنا ما أريد أن أسلم"! يقول المشايخ:"لا لا لا، أنت مسلم"! .. ، نعم! والله وصل الأمر إلى هذه الدرجة! والله حُكام ديارنا، بملأ أفواههم وحركاتهم وأعمالهم يصيحون ليل نهار:"والله نبغض الإسلام، والله لا نريد محمداً، ولا جيش محمد، وإذا جاء محمد بجيشه سنحاكمه"، ومع ذلك، الشيخ يقول:"لا لا لا، والله هذا مسلم"!، هو يقول:"لا أريد الإسلام". والشيخ يصِرُّ أنه مسلم!!

هذا ما أفرزه فكر الإرجاء في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يؤمنا الآن. الآن للأسف، هذا الفكر المنحرف، لم يجد من المشايخ ما يستحق من أن يهُبُّوا بقوةٍ من أجل مجابهته. لكن إذا يأتي واحد خارجيٌ - أي بفكر الخوارج -، نرى كيف يواجهونه بقوةٍ و .. ، الآن، هؤلاء جماعة"شكري مصطفى"في مصر، كم عددهم؟ ماهو أثرهم؟"جماعة تكفير والهجرة=جماعة المسلمين"، في مصر، جماعة لا يعدو عددهم مائة، أو خمسين أو ستين، كم من المؤلفات أُلّفت عليهم، كم من الخطب قامت ضدهم، كم من الندوات، كم من المشايخ تكلموا والصحف والإعلام، .. كأن الدنيا .. ، فقط، إذا كان واحد من الخوارج.، أمّا تسع أعشار الأمة من المرجئة، ولا تجد كلمة واحدة! لا تجد!.، ولذلك، الحقيقة، لا نخاف من فكر الخوارج، لا نخاف، الخوارج لم يكونوا يوماً من الأيام طامة كبيرةً، لكن الطامة تخرج من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب فكر الإرجاء، ولذلك صدق الشعبي رحمه الله عندما قال:"المرجئ شرٌّ من الخارجي". رجلٌ باسم الإسلام، يدَمِّر الإسلام، ويدَمِّر الأمّة. المرجيء شرٌّ من الخارجي! لكن لا يوجد أحاديث تقول:"والمرجيء شر من الخوارج"، يوجد أحاديث عن الخوارج، لأنهم أول بدعة ظهرت، لكن الطامة فيمن جاء بعدهم ..

هذه القضية، مهمة جداً أن نفهمها، هذا هو الإرجاء بطامته ومصيبته وآثاره على واقع الأمة الإسلامية. الدفاع عن هذا الفكر، كبير جداً، يذهبون إلى بعض الألفاظ المُوهِمة في كتب أهل العلم ويلصقونها، فالآن صار تُقَنَّن من خلال فكر أهل السنةِ والجماعة، الإرجاء صار يقَنَّن، تحت دعاويا وألفاظ باطلة. مثل: (لا نكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ مالم يستحله) . هذا الكلام، واضح العبارة، وصحيح في موضعه، وهذا الكلام قيل رداً على الخوارج، قالها أهل السنة في الرد على الخوارج، ولذلك إضطر العلماء المتأخرين، أن يقولوا بضابطٍ بعدها كما صنعها ابن تيمية رحمه الله، قالوا:"ولا نكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ مطلقاً"، أي:"بأيِّ"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام