الظاهر فقط فهو منافق أو (ضال) ، مثل بعض المشايخ، يقول:"أوروبا مؤمن أكثر منا". لأنه يفسره بوجود ماذا؟ القدرة.
المؤمنون الآن، أو المسلمون الآن، - لأنه لا يوجد مؤمنون، إلا من رحم ربي، يوجد أفراد، لكن مجموع الأمة -؛ الآن عندهم الإيمان الباطن .. ، الجماعات الإسلامية، الحركات الإسلامية، لماذ لا يقع عليهم الموعود الإلهي؟ هم يبحثون ويتكلمون ويسألون المشايخ: نحن مؤمنون أم كفار؟ لا، نحن مؤمنون، نصوم، نصلي، وعندنا الحج ومحبة الله، نبكي من خشية الله و .. ، لكن في النتيجة، كل الوعود الإلهية لا تقع عليه، لماذا؟ الإيمان غير كامل. والوعود الالهية معلقة بالإيمان يا حضرات! هذه القضية إفهموها، هذه القضية، سرُّ حديث القرآن، حديث الله في القرآن، بأن يتحصل المرء الإيمان الذي يترتب عليه الوعد ..
إذن، المسلمون، تقدمهم في الدنيا والآخرة منوط بماذا؟ بالإيمان .. هل هذه واضحة؟! إرجعوا إليها، إقرؤوها تماماً، إسمعوها مائة مرة، هذه نقطة مهمة، وإلا إذا قلنا بالإيمان بالمفهوم الذي عند مشايخنا وخطبائنا، نذهب إلى تكذيب القرآن! - العياذ بالله - في النتيجة يكذَّب القرآن! .. ، هل الجماعة الفلانية، مؤمنة؟ يقول لك: نعم مؤمنة .. فلماذا لم يقع الموعود الإلهي؟ لأن الإيمان متخلّف، لعدم وجود القدرة، فيجب على المؤمن أن يتحصل القدرة، ليحَصِّل العمل الذي يترتب عليه الموعود الإلهي ..
الآن تذكروا كلمةً لنا سابقاً، الآن واضحة أكثر .. قلنا: ماهي التقوى (في تفسير العلماء السابقين ومنهم ابن القيم) ؟"تحصيل الأسباب المُوجِبَة لوقوع الفعل". تحصيل السبب الذي يوقع الفعل،. السبب أين هو؟ أين مجاله؟ السبب، إرادةٌ جازمة وقدرة تامّةٌ. الفعل كيف يقع؟ بإرادة جازمة والقدرة التامة. فتخلُّف أحدهما، هو تخلُّف التقوي. لأن التقوى يتخلف بتخلف أسباب تحصيل العمل، وإن كان هذا السبب، أو هذه القدرة قد تخلفت بالعجز، - لا نتكلم عن إرتباطه بالإثم والأجر، دَعُوا إرتباط الإثم وغيره -، .. الآن الحديث عن الموعود الإلهي في قضية الإيمان، الآن يوجد الإيمان عندهم بواحد من شقيه، لكن لا يوجد الإيمان بشقه الآخر، الذي ترتب عليه العمل، الذي ترتب عليه كمال الإيمان، الذي ترتب عليه الوعد ..
رأيتم مصائبنا؟ أدركتم مصائب المسلمين ومشاكلهم في هذه القضية؟ عندما يتحدث المسلمون عن الإيمان الذي رتب الله عليه الوعود، أي معنى من الإيمان يتكلم عنه المشايخ؟ فقط المعنى الباطن للإيمان، حتّى العلم، الآن ذهب دوره، العلم، إما يتكلمون فقط عن خوفه من الله ومحبته لله، ورجائه لله، أما القدرة، فيقولون لك: الله ينصرك، سواء عندك القدرة أو ما عندك القدرة! كأنّ حركة الحياة تمشي بماذا؟ بخرق السنن! ..
هذه قضية مهمة جداً، أشرحها الآن وإن كانت في توحيد القدر، ما هي علاقة الظاهر بالباطن؟ علاقة تلازم غير مطلق. الآن علاقة السبب بالمسبَّب، علاقة تلازم، لكن لأي شيء غير مطلق؟ وقوع الكرامة وخرق السنن أحياناً ممكن، لكن حديثنا دائماً عن الأصل أو عن الأمر المستثني؟ عن الأصل.
لمّا الشيخ يجعل سنة الله على المؤمن جارية دائماً بقضية غير التلازم، مثل المرجئة، قال الأصل أنه لا تلازم بين الظاهر والباطن! هذا هو الأصل عندهم، وجعل التلازم هو الإستثناء! ..