فهرس الكتاب
الصفحة 120 من 224

حتّى إخواني! التعريفات التي انشغل بها الفقهاء في كتب الفقه، متأثرة من نظرية الجوهر والعرض ..

الآن، نحن نعرف أنه قديكون أنا وإياك، متفقين على"ماهو القرآن"بحيث لوجاءك واحد، وقال لك بيت شعر للمتنبي، ممكن أن تقول هو من القرآن؟ لا، لايمكن. إذن فنحن متفقين على القرآن .. لكن لو أنت ذهبت وأنا ذهبت لنُعَرِّف ما هو القرآن، قد نختلف؟ نعم! قد نختلف ..

قال لهم أرسطو:"لا يمكن أن يعرَفَ شيءٌ على الحقيقة، إلا بالحدِّ، وهو التعريف". والتعريف، هو ذكر إعراض الجوهر ..

فلذلك نرى مشايخنا، منشغلين في كتب الفقه - كأنّ النبي صلى الله عليه وسلم جلس أمام الصحابة وقال: نُعرِّف لكم الزكاة - الزكاة: هي مالٌ مخصوصٌ، تؤخذ من مالٍ مخصوص، من شخصٍ مخصوص، تصرف في مكانٍ مخصوص .. المخصوص، المخصوص! ..

-مع الاحترام - قديسمع بعض الناس هذا الكلام، فيظن أننا نحتقر كتب الفقه، نحن نحتقر الدخيل على كتب الفقه، وإلا فقهنا إسلامي. لكن أن تُصبِح حتّى تُصاغ بأنه لا يعرَف لدينا الشيء حتّى نُعَرِّفه بالحدّ والتعريف .. وعندما قال أرسطو، لا يعرف الشيء إلا بالتعريف، كذب، بل ممكن معرفة الشيء، أكثر بالمثال من تعريفه بالحد ..

لو واحد سألك ما القلم؟ ستقول: القلم هو شيءٍ مستطيل، أو شيءٌ يؤخذ من قصب، ثم يوضع في داخله مادة .. ، هل ممكن تصوره، كما في تصوره إذا قلت له: هذا هو القلم، هذا الشيء الذي تراه هو القلم .. هل معرفة القلم، بالتعريف بالحد أكثر، أو بتعريفه بالمثال؟ بتعريفه بالمثال ..

وهذا التعريف بالمثال عند المنطقيين، هو دليلٌ إنشائي، يصلح للعوام أمثالنا!، وأما التعريف بالحد، هو تعريف الحكماء والأباقرة!!

القصد، فقط أريد أن أبيِّن لكم كيف دخل في عقيدتنا ..

قالوا: المادَّة مكوَّنة من الجوهر والعرض. الجوهر هذا هو أصغر شيءٍ في المادة، هل ممكن هذا أن ينشطر؟ - طبعاً عندهم - لا. ولا يمكن أن ينقسم، لأنه أصغر شيء ولا يمكن تصور شيء أصغر منه ..

لكن هذا، المصيبة الطامة .. قالوا: ثانياً: الجوهر، هو واحد في كل شيء .. كيف يعني!؟ هذه مادة مكونة من جوهر وعرض، وهذه مادة مكونة من جوهر وعرض، وهذه مادة .. والنار مكونة من جواهر، والماء مكونة من جواهر، والشجر مكونة من جواهر .. طيب! .. والمصيبة الطامة بعد ذلك! قالوا: والجواهر في كلِّ شيءٍ واحدة! .. جواهر التراب مثل جواهر الماء، مثل جواهر النار. مثل .. يعني ذرات الماء مثل ذرات الدم، مثل ذرات التراب و .. ، في النتيجة، كل شيء في الحقيقة واحد، ولكن مختلف في إعراضه التي لاقيمة لها ..

الآن سيؤدّي البحث بنا إلى مسألة التحسين والتقبيح ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام