أبوقتادة الأيوبي
شرعي في جماعة أنصار الإسلام
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم ربّنا نسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً والشفاء من كل داء، ونعوذ بك من فتنة القول والعمل.
أهلاً وسهلاً بكم وجزاكم الله خيراً على أن تُرونا وجوهكم، نسأل الله عزوجل أن ينفعنا في هذه البلاد المظلمة، ظلمة الكفر، وظلمة الغربة وظلمة اللسان ..
قطعاً بلا شك، نحن بحاجة إلى هذه الدورات والجلسات، بحاجة إليها، أشد مما يحتاج الإنسان الظمئان إلى قطرة الماء في صحراء طاحلة في هذا الزمان، وسواء في بلادنا أو في هذه البلاد، ظلمة على ظلمة ..
قيامنا بهذه الدروس رحمةٌ من الله عز وجل. وإن شاءالله كلكم جميعاً، ستشعرون معي بفضيلة هذه الجلسات على ما فيها من ضعف، وعلى ما فيها من القصور وعلى ما فيها من ضيق ذات العلم - إن جاز هذا التعبير -، فعلومنا ضحلة وكلماتنا عاجزة أن تعبر عمّا في صدورنا، لغلبة العجمة علينا في هذا الزمان ..
أقول: إخواني! إختيارنا عادتاً في الدروس أو في دوراتنا أن نتكلم عن موضوع الإيمان ليس إختياراً عبثياً إن شاء الله تعالى ولكنه لأنه أمر مهم وجدٌ خطير إن شاءالله سبحانه وتعالي، وسبب ذلك أن هذا المفهوم - و هو مفهوم الإيمان - الذي نحن مقبلين عليه لتحديد مفهومه الشرعي عند الأوائل، لخطورة هذا الأمر وما ترتب عليه ..