إذن فعند الأشاعرة، القرآن ذات اللفظ مخلوق، والقرآن بمعني، غير مخلوق .. هذا هو الأمر عند الأشاعرة ..
إذن الأشاعرة هل في هذه المسألة على قيدة أهل السنة والجماعة؟ لا، ليسوا في شيءٍ من عقيدة أهل السنة والجماعة ..
إذن ثانياً: لمّا هو معنى نفسي، قالوا: قديم ..
تكلمنا أن الأشاعرة ينفون الإرادة الحادثة عن الله، لأنهم يقولون لو حدثت الإرادة في ذات الله، فالإرادة مخلوقة - لأن عندهم، كل حادث مخلوق - فلا يجوز أن تحل الحوادث في ذات الله، إذن الصفات الإختيارية ممنوعة على الله عزوجل. لأنها - عندهم - تعني حلول الحوادث (أي المخلوقات) في ذات الله ..
إذن ماذا سيقولون عن الكلام؟ هل يقولون عنه صفة إختيارية، أم صفةٌ قديمةٌ حيث كانت الذات؟ إذن كلام الله عندهم ليس هو من صفات الفل، ولكن هو عندهم"قديم"وأزلي. - فعندهم - ما زال الرب سبحانه وتعالى يقول - منذ أن كان - ولا يستطيع أن يتوقف، يقول:"يا موسي! يا موسي! .."لا يستطيع أن يتوقف. - العياذبالله - ..
كلام نفسي قديم قائم بالذات، [1] أي هذا المعنى - مثلاً"ياموسى"- قائم في ذات الله ولايتوقف لتوقف الإرادة، لأنه الإرادة إذا توقفت، حدثت الحوادث في ذات الله ..
هذا، عندهم .. قائم بالذات: أي في ذات الله عزوجل، لأن الصفات عندهم، قائم بالذات - وهذا حقٌ - ..
الآن: ثالثاً: عندنا، مادام القرآن هو المعنى واللفظ، واللفظ حروف، فإذن القرآن عندنا - أهل السنة والجماعة - حروف .. فلمّا كان القرآن عند الأشاعرة هو المعني، هل جاز أن يكون كلام الله بمعنى"المعنى النفسي"، أن يكون حروفاً؟ لكن - عندهم - هذه الحروف التي نحن نقرأها، مخلوقة، إذن القرآن - عندهم - مخلوق ..
وعندنا أهل السنة والجماعة، كلام الله، تكلَّم بصوت، ودليله الحديث الذي رواه الإمام البخارى في"خلق أفعال العباد":"أن الله تعالى يحشر العباد، فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ، أنا المَلِك، أنا الدَّيان". [2] إذن إن الله تعالى يتكلم بصوتٍ لايشبه أصواتنا، (ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير) الشوري 11.
فلما كان القرآن عند الأشاعرة هو المعنى فقط، فكلام الله عندهم، لم يكن بصوت ..
(1) جاء في کتاب"تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد"من کتب الأشاعرة ص 71 و 82:"واعلم أن کلام الله يطلق علي الکلام النفسي القديم، بمعني أنه صفة قأئمة بذاته - ثم قال - ليست بحرف ولا صوت .. )!. وهذا مذهب باطلٌ کما قال الشيخ جزاه الله خيراً."
(2) أورده البخاري تعليقاً عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً في صحيحه (باب قول الله تعالي: ولاتنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له .. ) . وأخرجه أحمد في المسند (رقم 16085) والحاکم في المستدرک (3638) وقال صحيح الأسناد .. وصححه الألباني في"صحيح الترغيب والترهيب"رقم (3608) .