فهرس الكتاب
الصفحة 100 من 224

جاؤوا ليقولوا لنا:"هناك أحدثَ أديان، وهناك تعاون أديان وهناك .. ؛ قل لهم:"حياكم، مع السلأمة، لكم دينكم ولي دين".. فلا نهتم بالواقع .. لأن كثيراً من أفكارنا - كلنا الآن - الكثير من أفكارنا، لم تُشَكل من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تشكل من القرآن الكريم، ولم تشكل من منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنها مُشَكلة من ماذا؟ من الواقع الذي نعيشه، .."

هذا الإنسان، .. يلد واحد منا من بطن أمه، فيركض لوحده إلى المدرسة، وبعد أن ينهي المدرسة، .. لوحده، لا يقول له أحد:"عليك أن تذهب المدرسة"، لوحده يذهب إلى المدرسة، وبعد ذلك يذهب إلى الجامعة، وبعد أن فرغ من الجامعة، فوراً بعد ذلك يذهب إلى الوظيفة - كما يخرج ربيع البقر، من بطن أمها، أين يذهب؟ إلى الثدي، فوراً، من غير أن يلقِّنه أحد - و بعد ذلك يتزوج ويتسافد في الليل .. كما قال اليهود عن غير اليهود، قالوا:"اليهود شعب الله المختار، والأرض مِلك لهم، والبشر بهائم خلقوا لخدمته".. ماذا تفعل البهيمة؟ تعمل، تَكد في النهار، ثم ترجع إلى بيتها فتأكل وتشرب وتتسافد وتندرب في ضريبتها ..

هذا حال المسلمين الآن، حال القطعان الكبيرة من أمة الإسلام، حالها كذلك، تكد، وتعمل في النهار، وتعمل وتتعب، ثم ترجع إلى البيت منهوكة القوي، فتأكل وتشرب وتتسافد وتستظل بهذه الضريبة التي تسمَّى بيتاً، وبعد ذلك لا دخل له .. فهمتم؟! هذا هو الواقع! هذا تشكيل عقليتنا الموجودة، .. ونحتاج إلى رافعات قوية جداً، حتّى نحرك المسلم! يا رجل ثور! يا رجل تحرك! واخرج من شرنقتك!، ولا يتحرك! ..

ويأتي دور مشايخ السلطان، ويسقط التكاليف عنك، يعني يقول لك .. الآن"حسن الترابي"قام بدولة إسلامية في السودان، ماذا أحيا في شعب السودان، ليقول له"أنت غلط، أقبل على مرحلة جديدة صحيحة"ماذا أحيا؟ لا شيء، ولكن هو يقول لهم"أنتم مسلمون"، هكذا"أنتم مسلمون".. يعني ليس لديكم نقصاً أو إنحرافاً .. ولذلك هم يقَدِّمون إسلاماً بلا تكاليف، وهو الإسلام الإرجائي، إسلام بلا تكاليف .. والناس يقول:"أنتم جيدون"، .. كل بخير!، الحمدلله ما ينقصنا شيءٌ وهذا الواقع، لا يوجد أفضل منه!!

هذا هو الواقع الذي نعيشه ونحسه .. و أمتنا فيها، والخطب والدروس وبعد ذلك، لا يتحرك الإنسان، وله مُسَبِّقات،"الأهل"من جهة، و"الواقع"من جهة، و"طلب الوظيفة"من جهة، و"خوف ضياع المستقبل"من جهة، وهكذا مسبِّقات كلها باطلة في دين الله عزوجل ..

نرجع إلى القضية .. إذن نحن لسنا بحاجة إلى أي شيءٍ آخر ليشكل شخصيتك أيها المسلم.

حتّي، إخواني! صدِّقوني، أن بعض الناس، لمَّا نتكلم عن نصرة الإسلام وأن الإسلام بذاته، الإسلام بنفسه فقط، قادر أن يحكم العالم ويدمر أقوى القوى في العالم، حتّى أحسن الناس وأفضل الناس منا، لا يتصور أن الإسلام، يحكم بمثل هذا الواقع، لابدّ من تغيير السنن من أجله!، يعني واحد يسأل - لما تقول لك:"الإسلام قادم، وستُفتَح روما، وسينتشر الإسلام حيث بلغ الليل والنهار"-، يقول لك:"يكون المعركة القادمة بين الإسلام وغيره، بالسيف أو بالبارود؟!"..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام