فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 224

يكتب، كما أن الكاتب يوثق ويرتب على أحسن ما يحب ويقدر، والمتكلم يعجز ويضعف، ويذهب عقله هنا وهناك، وينقطع به الكلام من جهة إلى جهة، وهكذا لا يكون القول على اللسان يشبه في الإتقان ما يكون به الحرف المكتوب، ولكن لهذا الزمان ضرورته ووجهته، والناس بين محب لحرف يقرؤه، وبين آخر يسمع ويحب هذا أكثر، وأنا من جيل لا أحب أكثر من تقليب ورقات كتاب بين يدي، أحكم عليه وجهة نفعي به، لا هو يحكم علي في وجهة إلقاء مراده. هذه الورقات هي افراغ لأشرطة الدورة الشرعية لمسمى الإيمان، حاولت فيها جهدي أن أصيب الحق، وأن أعرض لإخواني مسمى الإيمان عند أهل السنة والجماعة، كما أعرض لهذا الإسم تصورات الآخرين من أهل العقائد والمذاهب الأخرى، ولما كانت مسائل الأحكام التي تتعلق بمسمى الإيمان هي أجل ما يتكلم بها، وينشط طالب العلم للظفر بها، كان لا بد من ذكر مسائل لها تعلق بهذا الباب، وذلك بذكر التكفير وموانعه وشروطه، استكمالاً للفضل، ولأن هذا الباب في هذا الزمان له ضرورته، وقد خلط الناس فيه، وانقسموا إلى قسمين، مفرط ومفرط كما يعلم طالب العلم الصادق المصيب. لقد وصلني بعض التفريغات لهذه الدورة في مسمى الإيمان التي قام بها أخوة صدق وأخوات كذلك، وطلبوا مني النظر فيها لتصلح للنشر كتاباً، ولكنها جاءت في أوقات عصيبة، أحكمت علي الدنيا بأسوارها وقيدها، فلم أنشط لها، وما زلت أعلن عجزي في النظر لما يفرغ من أشرطة كلامية إلى كتب وأوراق، وأترك الأخوة يفعلون هذا، لما يرون من انتفاعهم بذلك، كما أن بعض الأخوة يفرغون بعض المقالات والأجزاء إلى أشرطة سمعية والناس في ما يعشقون مذاهب كما يقولون. والآن قام الأخوة الأحبة ممن لهم مقامات الجهاد والعمل لدين الله تعالى ومقارعة الطواغيت بتفريغ هذه الأشرطة، فجزاهم الله خير الجزاء، وأسأل الله تعالى أن يجعلها في موازين أعمالهم يوم القيامة، وأن يحصل لفعلهم القبول من الله والرضى، فيكون لها النفع في النفوس والعقول والقلوب، كما أسأله تعالى أن يجعل لها القبول في الأرض، وأن يغفر لقائلها، والعامل على تسجيلها، ونشرها وتفريغها، فهو سبحانه تعالى أهل العطاء والكرم جل في علاه، كما أسأله أن يجبر الكسر، وأن يبارك فيها، على ما فيها من تقصير وضعف وجهل، فهذه سماتنا وخصائصنا، لا سمات لنا غيرها، إذ نحن بنو البشر حكم علينا بالضعف والخطأ والنسيان، والله يغفر ويجبر ويبارك جل في علاه نعمة ومنّا وكرماً، وهو أهل لذلك سبحانه وتعالى.

والحمد لله رب العالمين

أبو قتادة عمر بن محمود أبو عمر

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام