«وإن من شيعته لإبراهيم. إذ جاء ربه بقلب سليم. إذ قال لأبيه وقومه: ماذا تعبدون؟ أإفكا آلهة دون اللّه تريدون؟ فما ظنكم برب العالمين؟» ..
هذا هو افتتاح القصة ، والمشهد الأول فيها .. نقلة من نوح إلى إبراهيم. وبينهما صلة من العقيدة والدعوة والطريق. فهو من شيعة نوح على تباعد الزمان بين الرسولين والرسالتين ولكنه المنهج الإلهي الواحد ، الذي يلتقيان عنده ويرتبطان به ويشتركان فيه.
ويبرز من صفة إبراهيم سلامة القلب وصحة العقيدة وخلوص الضمير: «إذ جاء ربه بقلب سليم» ..
وهي صورة الاستسلام الخالص. تتمثل في مجيئه لربه. وصورة النقاء والطهارة والبراءة والاستقامة تتمثل في سلامة قلبه. والتعبير بالسلامة تعبير موح مصور لمدلوله ، وهو في الوقت ذاته بسيط قريب المعنى واضح المفهوم. ومع أنه يتضمن صفات كثيرة من البراءة والنقاوة ، والإخلاص والاستقامة .. إلا أنه يبدو بسيطا غير معقد ، ويؤدي معناه بأوسع مما تؤديه هذه الصفات كلها مجتمعات!
وتلك إحدى بدائع التعبير القرآني الفريد.
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (5 / 2992)