فهرس الكتاب
الصفحة 374 من 491

المنهج الإسلامي منهج عقيدة وعمل[1]

«وَقُلِ: اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» ..

ذلك أن المنهج الإسلامي منهج عقيدة وعمل يصدق العقيدة. فمحك الصدق في توبتهم إذن هو العمل الظاهر ، يراه اللّه ورسوله والمؤمنون. فأما في الآخرة فمردهم إلى عالم الغيب والشهادة الذي يعلم فعل الجوارح وكوامن الصدور.

إن الندم والتوبة ليسا نهاية المطاف. ولكنه العمل الذي يعقب الندم والتوبة. فيصدق أو يكذب تلك المشاعر النفسية ويعمقها أو يكتسحها بعد أن تكون!

إن الإسلام منهج حياة واقعية ، لا تكفي فيه المشاعر والنوايا ، ما لم تتحول إلى حركة واقعية. وللنية الطيبة مكانها ولكنها هي بذاتها ليست مناط الحكم والجزاء. إنما هي تحسب مع العمل ، فتحدد قيمة العمل.

وهذا معنى الحديث: «إنما الأعمال بالنيات» .. الأعمال .. لا مجرد النيات!

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (3 / 1708)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام