فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 112

[12] أعصى فلا أدخل النار؟ فماذا يقول الرب؟ فبهت الجبائى. وترك الأشعرى مذهبه، واشتغل هو ومن تبعه بابطال رأى المعتزلة، واثبات ما وردت [1] به السنة، ومضى عليه الجماعة. فسموا أهل السنة والجماعة.

ثم لما نقلت الفلسفة الى العربية وخاض فيها الاسلاميون حاولوا الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه الشريعة، فخلطوا بالكلام كثيرا من الفلسفة، ليتحققوا مقاصدها فيتمكنوا من ابطالها. وهلم جرا الى أن أدرجوا فيه معظم الطبيعيات والالهيات، وخاضوا فى الرياضيات حتى كاد لا يتميز عن الفلسفة، لولا اشتماله على السمعيات. وهذا هو كلام المتأخرين.

وبالجملة هو أشرف العلوم لكونه أساس الأحكام الشرعية، ورئيس العلوم الدينية، وكون معلوماته: العقائد الاسلامية.

وغايته الفوز بالسعادات الدينية والدنيوية، وبراهينه: الحجج القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية.

وما نقل عن بعض السلف [2] من الطعن فيه، والمنع عنه، فانما هو للمتعصب فى الدين، والقاصر عن تحصيل اليقين، والقاصد افساد عقائد المسلمين، والخائض فيما لا يفتقر إليه من غوامض المتفلسفين.

والا فكيف يتصور المنع عما هو أصل الواجبات، وأساس المشروعات.

ثم لما كان مبنى علم الكلام على الاستدلال بوجود المحدثات على وجود الصانع وتوحيده وصفاته وأفعاله. ثم منها الى سائر السمعيات، ناسب تصدير الكلام [3] بالتنبيه على وجود ما يشاهد من الأعيان والأعراض، وتحقق العلم بهما ليتوسل بذلك الى معرفة ما هو المقصود الأهم فقال:

(قال أهل الحق) وهو الحكم المطابق للواقع يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، والحكم يقابله الباطل وأما الصدق فقد شاع استعماله [4] فى الأقوال خاصة،

(1) ما ورد به ظاهر السنة: خ.

(2) عن السلف: خ.

(3) تصدير الكتاب: خ.

(4) استعماله: سقط: خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام