فهرس الكتاب
الصفحة 420 من 669

الخلاف في هذه المسألة قديم منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وبناءً على اختلافهم اختلف أهل العلم من بعدهم على عدة أقوال ومذاهب، ولكن قبل ذكر مذاهب أهل العلم تجاه هذه الأحاديث لا بد من تحرير محل النِّزاع كما يلى:

-أجمع أهل العلم على أنه لا يعذب أحد بذنب غيره كما دلَّ على ذلك الكتاب والسنة (1) .

-كما أجمع أهل العلم على تحريم النياحة (2) ، قال النووي رحمه الله تعليقًا على حديث أبي مالك الأشعري أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:"النائحة إذا لم تتب قبل موتِها تقام يوم القيامة وعليها سربال (3) من قطران (4) ودرع من جرب" (5) . قال:"فيه دليل على تحريم النياحة وهو مجمع عليه" (6) .

وقال القرطبى بعد أن ذكر شيئًا من صور النياحة:"فكل ذلك محرم من"

(1) انظر عارضة الأحوذى (4/ 180) مجموع الفتاوى (24/ 372، 373) .

(2) النياحة هي: اجتماع النساء وضربُهن خدودهن وخمشهنَّ ورمي التراب على رءوسهن وحلق شعورهن كل ذلك تحزنًا على ميتهن، وهي من أعمال الجاهلية ولها صور وأشكال تختلف باختلاف الأزمان، والله المستعان. انظر عارضة الأحوذى (4/ 177) لسان العرب (2/ 627) مادة (نوح) .

(3) السربال: القميص، وقد يطلق على الدرع. انظر النهاية في غريب الحديث (2/ 357) .

(4) القطران: عصارة الأبْهل والأرز ونحوهما يطبخ فيتحلب ويُطلى به الإبل. والمعنى: أنَّهن يُلطخن بالقطران فيصير لهن كالقمص، حتي يكون اشتعال النار والتصاقها بأجسادهن أعظم، ورائحته أنتن وألمها بسبب الحر أشد. انظر لسان العرب (5/ 105) مادة (قطر) مختار الصحاح (541، 542) مادة (قطر) المفهم (2/ 588) .

(5) أخرجه مسلم (6/ 489) ح (934) .

(6) مسلم بشرح النووى (6/ 489) وانظر (6/ 492) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام