مما لا شك فيه عند أهل العلم أن ابن صياد دجال من الدجاجلة (1) وإنما وقع الخلاف بينهم في كونه المسيح الدجال أم غيره.
قال النووي:"قال العلماء وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة" (2) .
وقال ابن بطال:"فإن وقع الشك في أنه الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم فإنه لم يقع الشك في أنه أحد الدجالين الكذابين الذين أنذر بِهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله:"لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" (3) " (4) .
والراجح -والله تعالى أعلم- أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك للأدلة الكثيرة التى استدل بِها أصحاب هذا القول، ولأن أحاديث ابن صياد محتملة وحديث الجساسة نص في هذه المسألة (5) ولذلك عده ابن كثير -كما تقدم- الفيصل في هذه المسألة.
وأما القدح في حديث الجساسة فليس إليه سبيل، قال ابن حجر رحمه الله:"وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس"
(1) هذا قبل أن يدعى الإسلام.
(2) مسلم بشرح النووي (18/ 261) .
(3) متفق عليه من حديث أبي هريرة: البخاري (6/ 2605) ح (6704) ومسلم (18/ 260) ح (157) .
(4) فتح البارى بتصرف يسير (13/ 325) .
(5) انظر الإشاعة لأشراط الساعة (215) .