فهرس الكتاب
الصفحة 396 من 669

مما لا شك فيه عند أهل العلم أن ابن صياد دجال من الدجاجلة (1) وإنما وقع الخلاف بينهم في كونه المسيح الدجال أم غيره.

قال النووي:"قال العلماء وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة" (2) .

وقال ابن بطال:"فإن وقع الشك في أنه الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم فإنه لم يقع الشك في أنه أحد الدجالين الكذابين الذين أنذر بِهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله:"لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" (3) " (4) .

والراجح -والله تعالى أعلم- أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذلك للأدلة الكثيرة التى استدل بِها أصحاب هذا القول، ولأن أحاديث ابن صياد محتملة وحديث الجساسة نص في هذه المسألة (5) ولذلك عده ابن كثير -كما تقدم- الفيصل في هذه المسألة.

وأما القدح في حديث الجساسة فليس إليه سبيل، قال ابن حجر رحمه الله:"وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس"

(1) هذا قبل أن يدعى الإسلام.

(2) مسلم بشرح النووي (18/ 261) .

(3) متفق عليه من حديث أبي هريرة: البخاري (6/ 2605) ح (6704) ومسلم (18/ 260) ح (157) .

(4) فتح البارى بتصرف يسير (13/ 325) .

(5) انظر الإشاعة لأشراط الساعة (215) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام