مما لا شك فيه ولا ريب أن التفاضل بين الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ثابت وموجود، كما دلت على ذلك النصوص الصحيحة الصريحة، ومن ذلك:
-قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (1) .
-وقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (2) .
ففي الآية الأولى دليل على وجود المفاضلة بين الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن بعضهم أفضل من بعض (3) ، ولذلك قال النووي رحمه الله:"ولا بد من اعتقاد التفضيل" (4) ثم ذكر هذه الآية.
وفي الآية الثانية دليل على وجود المفاضلة بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأن بعضهم أفضل من بعض (5) .
-وقد أجمع العلماء على أن الرُّسُل أفضل من الأنبياء، كما نقل ذلك ابن كثير والسفاريني عليهما رحمة الله.
(1) سورة البقرة، آية (253) .
(2) سورة الإسراء، آية (55) .
(3) انظر: تفسير الطبري (3/ 3) تفسير ابن كثير (1/ 454) فتح القدير للشوكاني (1/ 268) تيسير الكريم الرحمن للسعدي (1/ 310) .
(4) مسلم بشرح النووى (15/ 43) .
(5) انظر: تفسير البغوي (3/ 120) تفسير ابن كثير (3/ 77) تيسير الكريم الرحمن (4/ 289) .